يظهر ان حديث مولود حمروش في ندوته الصحفية الخميس، تضمن نظرة سيقت على مر السنوات الفارطة، ما يعني أن « الإفادات» و الأسئلة التي طرحها دون إجابة، كان صالحا طرحها منذ العهدة الثانية للرئيس بوتفليقة، خاصة عندما يتحدث عن الانسداد ودور الجيش استفهامات عدة رافقت خرجة مولود حمروش يوم الخميس، وهو يقرأ حصائل الخيبة و الانسداد في اعلى هرم السلطة ركنه رد ب»لاءات» كثيرة، على اسئلة الصحفيين خاصة عندما سئل ان كان يريد تدخل الجيش وبنفس الاجابة رد عن سؤال حول ان كان سيترشح ام لا ونفسها ايضا رد بها عن سؤال ان كان يساند بوتفليقة. ويظهر ان الرجل مستاء من وضع نغص عليه حياته طيلة الفترة التي قضاها صامتا ، وهو الذي قال عام 99 لما ترشح ثم انسحب رفقة كل من ايت احمد وطالب الإبراهيمي ومقداد سيفي وعبد الله جاب الله ويوسف الخطيب انه «كل المؤسسات الدستورية، والمجالس يجب أن تتصرف كمؤسسات دولة، كشخصيات اعتبارية وليس كأفراد أو جماعات، فضغط الفرد أو تأثير الجماعة لا يجب أن يؤثر على مسار قرار هذه المؤسسات، المؤسسة هي التي تقرر وفقط«. وحمروش، لم يكن ليتحدث بتلك المرارة لو انه حافظ في ذهنه، عن تلك الصورة التي رسمها على نفسه لما ترشح للرئاسيات قبل 15 سنة، و كل من تابع الندوة الصحفية التي عقدها رئيس الحكومة في عهدة الراحل الشاذلي بن جديد، بفندق السفير بالعاصمة، ظهر وكأنه لم يفهم من كلام مولود حمروش شيئا، رغم ان الرجل عارف بخبايا النظام و السلطة وما يحدث من تجاذبات في اعلى هرمها خاصة بعد الشوشرة الاخيرة التي تسبب فيها الامين العام للافلان، عمار سعداني، ومهما يكن من امر، فان عدم ترشح مولود حمروش الى جانب الرئيس بوتفليقة في السباق المرتقب، يعد بمثابة ازالة ستار عن مصداقية الانتخابات نفسها، وحسب ما لوحظ ، أبان مولود حمروش على أنه كان يخاطب ضميره والتاريخ قبل مخاطبة انصاره، وشبه النظام بشجرة اخذت تجف وستسقط حينما يكتمل جفاؤها، وكأنه سلم البلاد للقدر، لكنه كان محقا لما غلب مسألة السقوط «الطبيعي» ودون اراقة الدماء، وان حذر من التخندق في ذلك، بالنسبة لشعب مرهق من عشرية سوداء اخرته اخيرا عن الركب. وبرفض حمروش الترشح للرئاسيات، فإن غطاء اخر من بطانيات المصداقية، قد ازيل، واضيف الى مصداقية»مقاطعة» ارادتها شخصيات واحزاب ان تكون «ضربة» للرئاسيات حتى وان طعن في مصداقيتها الموالون، وفي مقدمتهم الامين العام للارندي عبد القادر بن صالح، الذي وصفهم بالفاشلين، وعلى هذا النحو ستكون الانتخابات المقبلة اقل اثارة حتى بالنسبة لرئاسيات 2009. وطلما ان الاوزان التي بقيت على الساحة لا يمكنها مقارعة الرئيس بوتفليقة في الميدان حتى وان كان مريضا، كما ان هناك وجوها كانت لها تجربة مع الانتخابات ومع الرئيس نفسه واعادت ترشحها على الرغم من انها متيقنة من النتيجة، على غرار الامينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ورئيس»الجبهة الوطنية الجزائرية» موسى تواتي». فقط حمروش اغتنم فرصة الرئاسيات للبوح بها على شاكلة تظهر الرجل يتحدث للتاريخ و للضمير. و تلتقي نظرة الرجل مع الكثير من الأطياف السياسية وفي مقدمتهم طالب الإبراهيمي ورشيد بن يلس وعلي يحيى عبد النور، لما يقول ان «الرئاسيات المقبلة آلة أخرى للإقصاء»، لكن الإقصاء الذي تحدث عنه، سجل حياله ردة فعل عام 99 لانسحابه من السباق الرئاسي.