اختتمت أول أمس أشغال الملتقى الدولي حول الأمير عبد القادر وحقوق الإنسان الذي نظمه مجلس الأمة على مدار يومين, وقدمت في إطاره العديد من المداخلات التي تناولت المسيرة النضالية للأمير المؤسس الأول لفكرة التسامح بين الديانات والمطلق لإشكالية حقوق الإنسان تناول الباحث عبد الحميد زوزو في مداخلته بعض التقارير التي لم تنشر بعد عن السنوات الأولى لمقاومة الأمير عبد القادر , وهي التقارير التي كتبها أول قنصل فرنسي لدى الأمير بعد إبرام معاهدة دي ميشيل في 26 فيفري 1834 , واشتملت هذه الرسائل خلال سنة ونصف على 180 تقريرا تعطي كلها صورة حية عن مجريات الأحداث المتنوعة والكثيرة التي كانت تجري في القطاع الوهراني وفي مدينة معسكر بالخصوص ,وحسب الباحث عبد الحميد زوزو فإن التقارير أبرزت الجهود المبذولة على الصعيدين العسكري والسياسي لإرساء أسس دولة الأمير الناشئة في ظل الفوضى السائدة نتيجة الاحتلال على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والأمنية, حيث كان على الأمير بعد الاعتراف به كسلطان أن يقضي على مراكز النفوذ والسلطة المتواجدة في الناحية الغربية من البلاد وجعلها محصورة بين يديه وممركزة لديه عن طرق الولاء والبيعة, وتوقف الدكتور عبد الجليل التميمي في دراسته عند بعض الثوابت الأساسية المتعلقة بمقاربات الأمير للحضارات والأديان والشعوب , وهذا على ضوء تفكيره وسلوكه ونوعية علاقاته الواسعة التي أقامها مع المئات من الشخصيات السياسية الأولى في فرنسا والدولة العثمانية ومع مختلف مؤسسات المجتمع المدني الأوربية , والتي جعلته منفتحا على القيم الإنسانية ومدافعا على التسامح الديني والتقدم البشري.