قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن بلاده لا تريد أن يتطور التوتر بين بلاده وتركيا الذي نشب بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة تركية الشهر الماضي إلى حرب، وأضاف الأسد في مقابلة مع إحدى الصحف التركية، أنه تمنى لو أن الدفاعات السورية لم تسقط الطائرة التركية يوم 22 من الشهر الماضي. ووفقا للأسد، فإن القوات السورية لم تعلم بأن الطائرة تركية، حيث لم يكن هناك رادار يمكنه تحديد هوية الطائرة المستهدفة، وإنما استهدفتها على أساس توقع أنها إسرائيلية، وتابع أن دمشق كانت ستعتذر بلا تردد لو أن الطائرة أسقطت فعلا في المجال الدولي، وبعد إبداء نوع من الأسف على إسقاط الطائرة التركية، أضاف الأسد أنه لا يريد للتوتر القائم بين دمشق وأنقرة أن يتحول إلى معركة مفتوحة، مشيرا إلى أنّ بلدا في حالة حرب في إشارة لسوريا، يتصرف دائما بمثل ما تصرفت به القوات السورية في استهدافها للطائرة التركية، مشيرا إلى أن بلاده قدّمت العزاء في الطيارين التركيين اللّذين فقدا بعد الحادثة، في وقت أكّد فيه مصدر عسكري روسي أن لدى بلاده معلومات دقيقة تؤكّد أن الطائرة التركية خرقت بالفعل المجال الجوي السوري. جدير بالذكر، أنّ قيادة القوات التركية المسلحة قالت أمس، إنها أرسلت الإثنين مقاتلات »إف 16« إلى الحدود مع سوريا لليوم الثالث على التوالي بعد رصد طائرات هليكوبتر سورية قرب الحدود، وذكرت القيادة في بيان لها، أنّ ست طائرات، أربعة منها من قاعدة في إنجيرليك بالجنوب واثنتان من باتمان في شرق تركيا، انطلقت ردّا على تحليق طائرات سورية إلى الجنوب من إقليم هاتاي التركي، بينما قال ناشط ومصادر بالجيش السوري الحرّ إن لواء من فرقة مدفعية وسبعة ضباط سوريين كانوا بين عشرات العسكريين ومعظمهم من العاملين في حمص انشقوا وفروا إلى تركيا بعد ظهر أول أمس، وهو ما أكّدته محطة الإذاعة التركية الحكومية على موقعها على الانترنت، بقولها إن 85 جنديا سوريا بينهم لواء كانوا من بين الذين أرسلوا إلى معسكر أبايدين في إقليم هاتاي في تركيا. من جهته، اتهم سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عددا من الدول الغربية بمحاولة تشويه الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال مؤتمر جنيف لتسوية الأزمة السورية، وأعرب لافروف أمس الأوّل في مؤتمر صحفي بموسكو عن أسفه حول إعلان بعض ممثلي المعارضة السورية بدأوا بأن قرارات جنيف بالنسبة لهم غير مقبولة، وقيام بعض المشاركين في لقاء جنيف من خلال تصريحاتهم بتشويه الاتفاقيات التي تم التوصل إليها، مؤكّدا أنّ اتفاقية جنيف لا تقبل التأويل لأنها تعني بالضبط ما كتب في البيان، ويجب اتباع تلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها. ميدانيا، قالت منظّمات وناشطون حقوقيون سوريون، إن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم أمس، في قصف مدفعي وصاروخي للقوات السورية على مدن وبلدات في ريف دمشق وحمص ودرعا وحلب ودير الزور، وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى 25 جنديا نظاميا و14 من مقاتلي الجيش الحر. وكان ما لا يقل عن 114 سوريا قتلوا أمس الأول في قصف واشتباكات في محافظات ريف دمشق وحماة وحمص ودير الزور وإدلب وحلب ودرعا ودمشق واللاذقية، وفقا للجان التنسيق المحلية.