أعطى عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني المكلف بالتكوين، عبد الرحمان بلعياط، تقييما إيجابيا لحصيلة اليومين الأوّلين من أشغال الجامعة الصيفية التي قال إنها جاءت تمهيدا لدخول استحقاقات انتخابية بالغة الأهمية، وخصّ بالإشادة ما جاء من رسائل في خطاب الأمين العام، مؤكدا أن الأفلان يتحمّل مسؤولياته حيال الفترة التي تولى فيها تسيير شؤون البلاد »بإيجابياتها وسلبياتها«. أفاد القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني المكلف بتحضير وإدارة أشغال الجامعة الصيفية المنتظر أن تختتم أشغالها اليوم بالمركب السياحي »الأرزق الكبير« بتيبازة، أن هذا الحدث الحزبي نجح في تسليط الضوء على فترة خمسة عقود من حقبة الاستقلال في مختلف القطاعات، كما يرى أن المواضيع التي تمّت مناقشتها ساهمت في توضيح الرؤية أكثر حول المكاسب التي تحققت للجزائر في الفترة التي تولى فيها الأفلان زمام الأمور. وقال عبد الرحمان بلعياط في حديث مع »صوت الأحرار« على هامش أشغال اليوم الثاني، إن »الجامعة الصيفية سارت كما هو منتظر دون تهريج ولا تشويش ولا تباهي..«، وأثنى بالمناسبة على كافة المشاركين بمداخلاتهم من أكاديميين وإطارات في الحزب والدولة، حيث حرص على التوضيح أنه: »تركنا لهم الحرية كاملة في تناول المواضيع المقترحة لا سيما في المنهجية، وقد التزم الجميع بذلك سواء في الشكل أو المضمون..«. إلى ذلك أكد بلعياط أن المحاضرين شرحوا بإسهاب وبالأرقام والوثائق ما تعلّق بمكاسب الخمسينية »نعلم أن غيرنا قد يكون له رأي آخر ونظرة مخالفة لكننا في الأفلان لا نقبل التقليل مما تحقّق ولا الاستهزاء بما تمّ إنجازه سواء كان إيجابيا أم سلبيا«، مستندا في ذلك على ما جاء في الخطاب الافتتاحي للأمين العام، كما ذكر أن الأمر الإيجابي خلال أول يومين هو إلقاء حوالي 20 محاضرة كانت مرفوقة ب »نقاش عميق وبناء«. وبنفس القدر من الاهتمام سجّل محدّثنا أن أشغال الجامعة الصيفية جرت في »ظروف عادية«، بل وألحّ على مسألة مشاركة ما لا يقل عن خمسة أجيال فيها انطلاقا من وجوه كانت قد نشطت في صفوف الحركة الوطنية وأخرى ناضلت في ثورة التحرير، يضاف إليها ثلاثة أجيال عايشت مختلف مراحل إعادة بناء الدولة الجزائرية، ومن وجهة نظره فإن هذه الحقيقة مؤشر قويّ على أن هذا الموعد الحزبي حقّق أهدافه كاملة. وفي ردّه على سؤال يتعلق بغياب عدد من أعضاء اللجنة المركزية عن هذا الموعد، أوضح المتحدّث بأن الدعوات وصلت إلى الجميع »دون إقصاء أو تهميش« عن طريق كل الوسائل المتاحة، مشيرا إلى أن أهمية الجامعة تبرز هذه المرة في جمع نواب الأفلان بغرفتيه مع بداية الدورة الخريفية، زيادة على توفرها على وثائق ومساهمات مكتوبة وصفها ب »النادرة«، معلنا أنها تبقى تحت تصرّف مناضلي ومنتخبي الأفلان وغيره من الأحزاب الأخرى. ولم يغفل مسؤول التكوين في الحزب العتيد الإشارة إلى توجيهات عبد العزيز بلخادم، وخصّ بالأساس ما تعلّق بالمسؤولية التي تتحملها جبهة التحرير الوطني في التسيير بدءا من العام 1962 حتى 1992، ثم من دخول الأفلان الحكومة في 1996 إلى غاية فوزه بالأغلبية في انتخابات 10 ماي 2012 مثلما حصل قبل خلال ثلاث عهدات تشريعية متتالية سبقتها، وأثنى على الأمين العام لاعترافه بأن »حزبنا لا يتملّص من المسؤولية«. وضمن الإطار ذاته أورد عضو المكتب السياسي أن من بين النقاط الإيجابية التي حملها خطاب بلخادم أنه أعطى الفرصة خارج الكلمة المكتوبة من أجل توضيح الصورة بشأن عدد من القضايا الداخلية، وكان أكثر ما أثار انتباه المتحدّث هو تركيز المسؤول الأوّل في الحزب على قضية أن الأخير »ليس في أزمة« وأن من يحاولون استهدافه من المنتسبين إليه أو خارجه »خسروا كل المعارك«. ومن خلال كل هذه المعطيات خلص عبد الرحمان بلعياط إلى القول: »هذه العناصر تجعلنا نطمئن جبهة التحرير الوطني التي أينما توجد لا يكون ثمة الاستهتار ولا العبث ولا التضليل أو التهرّب من المسؤولية«، مبرزا أن التوصيات سوف لن تخرج عن إطار تقييم الخمسينية، وكذا إعطاء إشارة للناخبين بأن »المرشحين الذين سنقترحهم في المحليات المقبلة يمكن أن يثقوا فيهم بحكم الخبرة التي اكتسبوها بتوجيه صحيح من مؤسسات الحزب وقيادته السياسية في القاعدة والقمة«.