انطلقت في سوريا أمس، فعاليات مؤتمر الإنقاذ الوطني في العاصمة دمشق، بمشاركة 20 حزبا وتيارا معارضا في سوريا أبرزهم هيئة التنسيق الوطنية التي دعت إليه، وبحضور سفراء روسيا والصين وإيران والجزائر ومصر. وقال رجاء الناصر المنسق العام للمؤتمر، خلال الافتتاح إن الجهات المشاركة تريد أن تكون هناك هدنة لفتح الطريق للتغيير باتجاه نظام ديمقراطي تعددي. وأشار إلى أن سوريا تواجه العديد من المخاطر أهمها خطر استمرار النظام الديكتاتوري السوري واستمرار العنف والحرب الأهلية وخطر التدخل الأجنبي المباشر والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. من جانبه قال عظمات قول محمدوف السفير الروسي لدى دمشق، إن الهدف الرئيس حاليا هو وضع حد للعنف سواء من طرف الحكومة أو المجموعات المسلحة. وأضاف أن موسكو واثقة من أن انطلاق عملية تفاوضية دون شروط مسبقة هو وحده ما سيمكن من الخروج من المأزق. يأتي ذلك، بعد يوم من تصريح لقائد الجيش السوري الحر، قال فيه إن الجماعة المعارضة نقلت قيادتها للمرة الأولى من تركيا إلى أجزاء من سوريا تسيطر عليها المعارضة المسلحة. ويتمركز الجيش السوري الحر في تركيا منذ أكثر من عام بينما تقاتل المعارضة ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، ورغم أن مقاتلي المعارضة يسيطرون في الوقت الحالي على مساحات واسعة من سوريا إلا أنهم يواجهون هجمات جوية وقصف مدفعي من جانب قوات الأسد. وأكّد العقيد رياض الأسعد في تسجيل مصور، دخول قيادة الجيش الحر إلى المناطق المحررة داخل سوريا، وذلك بعد أن نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا، على حدّ قوله. وكان الرئيس المصري محمد مرسي قال في تصريح له أمس الأول، إن وجود علاقة مع إيران مهم لمصر في هذا التوقيت لتستطيع إيجاد وسيلة لإنهاء سفك الدماء في سوريا، ووصف مرسي في مقابلة تلفزيونية هي الأولى للتلفزيون الحكومي منذ انتخابه في جوان الماضي إيران بأنها طرف رئيسي في المنطقة يمكن أن يكون لها دور نشط وداعم في حلّ المشكلة السورية. وطالب مرسي في خطوة لإحياء دور مصر في المنطقة الشهر الماضي إيران بالانضمام إلى اللجنة الرباعية التي طالب بها والتي تضم السعودية وإيران وتركيا ومصر لايجاد حل للعنف في سوريا. وأوضح مرسي، أن قرب إيران الوثيق من سوريا وعلاقتها القوية معها تجعلها جزءا فاعلا في حل الأزمة السورية، مشيرا إلى أنه لا يرى على الإطلاق أن وجود إيران في هذه الرباعية مشكلة وإنما هو جزء من حل المشكلة السورية. ميدانيا، تجددت الاشتباكات العنيفة أمس في حي الميدان بدمشق بين الجيش الحر وقوات النظام، كما جددت القوات النظامية قصفها على مدينة بصرى الشام بدرعا، وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى قصف صاروخي جوي تتعرض له مدينة مارع بحلب مما أدى إلى سقوط ضحايا. وفي تلك الأثناء، نشر الجيش التركي مركبات مدرعة وأسلحة ثقيلة على الحدود مع سوريا، قرب معبر حدودي شهد قتالا عنيفا بين عناصر الجيش الحر والجيش السوري، وذكرت بعض التقارير الإعلامية أن الأسلحة نُشرت في المنطقة التي أصيب فيها مدنيون أتراك الأسبوع الماضي برصاص طائش وقصف مدفعي عبر الحدود من محافظة الرقة السورية. كما أشارت التقارير، إلى تحريك الجيش التركي لثلاثة مدافع »هاوتزر« وسلاح مضاد للطائرات إلى الحدود.