اعترف الوزير الأول، عبد المالك سلال، بان المهمة التي تنتظره من أجل تجسيد برنامج عمل الحكومة في المرحلة المقبلة ليست بالسهلة، لكنه مع ذلك أظهر الكثير من التفاؤل بنجاحه في تجسيد الالتزامات التي جاء بها، كما تعهّد بأن أزمة الانقطاعات الكهربائية لن تتكرّر الصيف المقبل بعد أن شرعت مصالح في اتخاذ الإجراءات الضرورية. جدّد الوزير الأول التأكيد على أن مخطط العمل الذي قدّمه أمس على نواب المجلس الشعبي الوطني »منبثق من برنامج رئيس الجمهورية«، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه »حاولنا أن ندعمه ببعض النقاط وهي التركيز على من الأولية لتحسين الخدمة في المرافق العمومية«، ليضيف: »إننا نعتبر حصيلة عمل الحكومة وعمل كل المسؤولين المحليين والإداريين لا بدّ أن يكو ن في صالح المواطن الجزائري«. وأوضح عبد المالك سلال متحدّثا في تصريح للصحفيين على الهامش بان »عمل الحكومة يندرج ضمن هدف تدعيم وتعزيز وتفعيل الخدمات العمومية بصفة عامة وحل مشاكل المواطنين الاجتماعية«، حيث خصّ بالذكر أزمة السكن التي قال إنها »مسألة جوهرية وسنواصل تجسيد البرامج وإذا لم تكف إمكانيات المواطنين سيكون هناك لجوء إلى الشركات الأجنبية للإنجاز«. وتحدّث سلال في هذا السياق عن قرار الحكومة بإعادة لاق برنامج السكن الترقوي المدعم »عدل« بسبب كثرة الطلب عليه، مثلما ذكّر بان الأولوية التي يمنحها الجهاز التنفيذي هو تعزيز الجانب الاقتصادي لتوفير مزيد من مناصب الشغل، معتبرا أن الحل يكمن في »تدعيم المؤسسة الجزائرية سواء خاصة أو عمومية لخلق الثروة«، كما التزم بتسهيل الاستثمارات »وعلى المستثمرين احترام القانون لكن التسهيل لا يعني الليبرالية حتى يكون الأمر واضحا«. وتوقع رئيس الجهاز التنفيذي أن تظهر نتائج عمل حكومته عما قريبا بقوله: »خلال الأشهر المقبلة ستلاحظون وجود استثمارات جد قوية على مستوى الوطن واستثمارات يتحكم فيها الجزائريون مع شركاء أجانب لفائدة المواطن«، ليعاود التأكيد: »إننا نعمل لفائدة المواطن الجزائري لا أكثر ولا أقل«. ولفت إلى أن »البيروقراطية وهي أمر لا مفرّ منه«، ليطلق تحذيرا مفاده »لا بد تغيير الأمور وتكون فيه تدخل قوي لكل السلطات ومن خرج عن الطريق سيدفع الثمن«. وأقرّ بأن انتشار الفساد هو من ساهم في تفشي البيروقراطية وتردي أداء الإدارة عموما، ما دفعه إلى توجيه الدعوة إلى المواطنين بضرورة التعاون لمواجهة هذه العراقيل. وتابع الوزير الأوّل تصريحه: »المهم أن الأولوية كلها تحقيق الأهداف والاستماع إلى المواطنين«، قبل أن يعلن بأن مصالحه درست قبل أسبوع ملف الانقطاعات الكهربائية »سنعمل كل ما هو ممكن حتى لا يتكرر المشكل الصيف المقبل«، مستطردا في هذا الإطار بأنه »ينتظرنا عمل كبير بوضع 600 مركز توزيع وسنتكفل بهذا المشكل لأن المرفق العمومي في خدمة المواطن وليس العكس«، ليخلص في الأخير إلى القول: »سأعمل ما بوسعي لتحقيق الأهداف المسطرة وسيكون التوفيق من نصيبنا، فالقضية ليست مرتبطة بوقت ولكن هي قضية تغيير الذهنيات ما دامت هناك نية وخير«.