أفادت مصادر دبلوماسية في طرابلس، وفق رواية تعتقد أنها الأقرب للحقيقة، أن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قتل على يد عميل للأجهزة الخاصة الفرنسية، حسبما ذكرت صحيفة »لا كوريري دي لاسيرا« الإيطالية في عددها الصادر السبت. وقالت الصحيفة، إن الرواية الرسمية لمقتل العقيد القذافي لم تعد منذ وقت طويل تلقى ثقة الكثيرين من الليبيين، في ذات الوقت لفتت الصحيفة الانتباه إلى التصريح الذي أدلى به منذ يومين السياسي الليبي المعروف محمود جبريل الذي كان يشغل في وقت مقتل القذافي منصب رئيس اللجنة التنفيذية بالمجلس الوطني الإنتقالي الليبي والذي كان ينافس بعد انتخابات جويلية البرلمانية على منصب رئيس وزراء ليبيا، إذ صرح جبريل لإحدى القنوات التلفزيونية المصرية أن القذافي قتل على يد عميل أجنبي انخرط في صفوف الألوية الثورية. وحسبما كتبت الصحيفة، فإن أكثر التعليقات غير الرسمية رواجا في الدوائر الدبلوماسية الغربية بالعاصمة الليبية حول هذا الموضوع هو الرأي القائل بأنه إذا كان القذافي قد لقي حتفه بالفعل على يد عميل أجنبي، فإنه على الأغلب كان عميلا فرنسيا، حيث ترى الصحيفة أن هذه الافتراضية تؤيدها حقيقة أنه بعد بدء عملية الناتو في ليبيا هدد القذافي علنا بفضح تفاصيل متصلة بتمويل بملايين الدولارات للحملة الانتخابية لنيكولا ساركوزي عام 2007، وأشارت الصحيفة أنه كانت لدى ساركوزي كل الدوافع لمحاولة إسكات القذافي بأسرع ما يمكن. وسردت الصحيفة على لسان رامي العبيدي المسؤول السابق بالمجلس الوطني الإنتقالي، محاولة القذافي عبر هاتفه المتصل بالأقمار الصناعية »إيريديوم« الاتصال بعدد من أخلص الناس إليه من الذين فروا إلى سوريا تحت حماية بشار الأسد. وكان بينهم يوسف شاكر المسؤول عن الدعاية التلفزيونية، وبحسب »لا كوريري دي لاسيرا« دائما، فقد قام الأسد بالذات بتسليم رقم هاتف القذافي الفضائي للأجهزة الخاصة الفرنسية، وحصل الأسد في مقابل ذلك من باريس على وعد بتقييد وتحجيم الضغط الدولي على سوريا. وتؤكد الصحيفة أن تحديد مكان هاتف القذافي لم يشكل أي صعوبة أمام قوات الناتو وهو ما أعتبر الخطوة الأولى للنهاية المأساوية للرئيس الليبي. من جهة أخرى، تواصلت أمس حملة تسليم الأسلحة من قبل عناصر الميلشيات المسلحة للسلطات الليبية، فقد سلم مئات من الليبيين أسلحتهم في نقاط مختلفة للجيش في طرابلس وبنغازي بعد تجمعات دعت إلى نزع السلاح وتفكيك ميليشيات الثوار السابقين. وقال العقيد حسين عبد الله خليفة في طرابلس، إن الجيش فوجئ بالمشاركة، فيما أكد أحد منظمي الحملة زياد هدية، أن أكثر من مئة شخص سلموا أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة إضافة إلى ذخائر تراوح بين الرصاص وقذائف الدبابات، وأكّد هدية تلقيه أيضا ثلاثة صواريخ مضيفا أنّ رجلا أبدى استعداده لتسليم دبابة للجيش في مكان لم يحدده، وفي بنغازي تلقى الجيش أكثر من مائتي قطعة سلاح وفقا لما نقلته تقارير إعلامية.