كشف الديوان الوطني للإحصائيات عن ارتفاع نسبة التضخم إلى 7.9 بالمائة شهر سبتمبر الماضي مرجعا ذلك إلى المسار التصاعدي الذي شهدته مختلف أسعار المنتوجات الزراعية الطازجة، بحيث سجلت لحوم الدجاج زيادة ب 55.7 بالمائة والبطاطا 36.6 بالمائة ولحم الخروف 33.19 بالمائة ولحم البقر 7.4 بالمائة، وتأتي هذه الأرقام عشية عيد الأضحى وموازاة مع الالتهاب في الأسعار الذي تشهده الأسواق. يبدو أن التوقعات التي أوردها في وقت سابق عديد الخبراء الاقتصاديين والمتضمنة ارتقاب تسجيل الجزائر لارتفاع متواصل في نسبة التضخم خلال سنة 2012 سيما في الفترة الممتدة بين شهري سبتمبر وديسمبر قد بدأت تتجسد ميدانيا من خلال الأرقام التي أعلن عنها أمس بشكل رسمي الديوان الوطني للإحصائيات، وهي أرقام لا يستبعد بعض المُلاحظين أن ترتفع خلال الثلاثة أشهر المتبقية، باعتبار أن شهر أكتوبر الجاري يشهد منذ حوالي أسبوع التهابا ملحوظا في مختلف الأسعار خاصة وأن الأسبوع الأخير منه يتصادف مع عيد الأضحى المُبارك. في هذا السياق، تُفيد أرقام ديوان الإحصائيات أن مؤشر الأسعار عند الاستهلاك بلغ 8.7 بالمئة خلال شهر سبتمبر الماضي مقارنة بنفس الشهر من سنة 2011 ليُدعم بذلك ارتفاع وتيرة التضخم التي بلغت بدورها 7.9 بالمئة مقابل 7.7 بالمئة خلال شهر أوت، كما سجل مؤشر الأسعار عند الاستهلاك لمدينة الجزائر والذي يستخدم لحساب نسبة التضخم الوطني زيادة بنسبة 8.7 بالمئة خلال سبتمبر الماضي مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وأرجع الديوان هذه الزيادة إلى »ارتفاع أسعار المنتوجات الزراعية الطازجة بنسبة 24 بالمائة« وارتفاع »أسعار المنتوجات الغذائية بشكل عام بأكثر من 12.5 بالمائة لتصل هذه النسبة إلى 24.35 بالمائة بالنسبة للمنتوجات الزراعية الطازجة و3 بالمائة بالنسبة للمواد الغذائية الصناعية، هذا في وقت سجلت فيه وبشكل استثنائي الفواكه الطازجة تراجعا بنسبة بلغت 7 بالمائة. وتأتي الأرقام التي أعلن عنها الديوان الوطني للإحصائيات لتفضح من جديد مدى ضعف الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل الحفاظ على استقرار أسعار الخُضر والفواكه واللحوم البيضاء، والمتمثلة أساسا في أنظمة الضبط المختلفة المُعلن عنها، والتي لم تجد مفعولها في الواقع بالرغم من التصريحات الرسمية المتتالية التي تهدف بدورها إلى طمأنة المواطنين على أن الأمر مُجرد سحابة عابرة تسبب فيها المُضاربون، هذا في وقت نجد فيه بأن الواقع يكشف العكس تماما من خلال فوضى الأسعار التي لا تلبث أن تستقر حتى تلتهب من جديد. في هذا السياق، وقبل يومين فقط عن عيد الأضحى المُبارك، تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا بمختلف اسواق الجزائر العاصمة بين 70 و75 دج ، وبلغ سعر اللفت 80 دج والجزر بين 80 دج والقرعة بين 120 و140 دج والسلاطة 100 دج، أما اللوبيا الخضراء »مانجتو« فبلغت 160 دج والشيفلور 100 دج والبيطراف 70 دج والباذنجان بين 60 و70 دج والفلفل 120 دج والخيار 100 دج والبصل 60 دج، كما تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج بين 420 و440 دج و»السكالوب« 850 دج وارتفع بدوره السردين إلى 350 دج، وسجلت أسعار الفواكه كذلك ارتفاعا محسوسا بحيث بلغ سعر الكيلوغرام من العنب بين 150و220 دج والإجاص بين 100 و180 دج.