تحتل العاصمة صدارة اهتمام الأحزاب السياسية في المواعيد الهامة، بالنظر لكونها العصب المحرك للعملية السياسية و»بارومتر« قياس وزن كل حزب في الحقل، ولهذا سعت جل الأحزاب لتجهيز قوائم في البلديات ال 57 للعاصمة، حيث بلغ عدد القوائم 459 قائمة للبلديات و16 أخرى للمجلس الولائي يتقدمهما الأفلان والأرندي. كثيرا ما شكلت الجزائر العاصمة هاجسا للناشطين السياسيين، فلا يكاد يوجد حزب أو شخصية سياسية إلا وأدرجت العاصمة ضمن أولويات حساباتها في أي استحقاق سياسي، ويعود ذلك لما تكتسيه العاصمة من وزن سياسي وثقل إداري ووعاء انتخابي تختلف معايير التحكم فيه وتوجيهه عن باقي مناطق الوطن. فقد ظلت العاصمة مرتعا لميلاد المبادرات السياسية وصناعة الفعل السياسي، وحسم الخلافات والمواقف أيضا، لذلك يسعى أي حزب طموح إلى التجدر في الأوساط العاصمية وأحيائها وضواحيها. ووفق هذه المعطيات يبرز رهان الأحزاب في الانتخابات المحلية المقبلة على العاصمة، حيث أودعت مالا يقل عن447 قائمة في مختلف بلديات العاصمة ال57 وإن كان الأفلان والأرندي وحدهما من غطى كافة البلديات والمجلس الولائي، في حين تعود 12 قائمة منافسة للأحرار حسب الإحصائيات التي كشف عنها مدير الإدارة المحلية لولاية الجزائر محمود بن عبدي لوكالة الأنباء الجزائرية أمس، في الوقت الذي توجد فيه 16 قائمة تتنافس على المجلس الشعبي الولائي للعاصمة من دون أحرار، وهو ما يعكس حجم اهتمام الأحزاب بالعاصمة كمركز سياسي غير قابل للتجاوز في المعادلة السياسية الوطنية. وبحسب مدير الإدارة المحلية في سياق حديثه عن حالة العملية الانتخابية في العاصمة، فإنه تم رفض 204 ملفا لمترشحين تم استبدالهم بملفات أخرى من قبل أحزابهم، وتم الرفض حسبه لأسباب قانونية لم يفصح عن طبيعتها، فيما تم إسقاط قائمة حزب العمال بعين طاية لعدم استكمال الملف يضيف ذات المسؤول. وتتنافس الأحزاب المشاركة في العاصمة على ضم اكبر عدد من الوعاء الانتخابي المسجل في العاصمة والذي تجاوز 1.867.163 حسب ما أسفرت عنه عملية مراجعة القوائم الانتخابية وهو وعاء يحسب له ألف حساب، رغم طبيعة الناخب العاصمي التي تميل إلى العزوف، إذ غالبا ما تسجل العاصمة اكبر معدلات المقاطعة للاقتراع.