أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة أن بلاده »لن تكون مصدرا للقلق والإزعاج لدول الجوار«، وخصّ بالذكر الجزائر التي اعتبر زيارته الأخيرة إليها بمثابة »رسالة على حُسن الجوار وحُسن التعامل«. وأعلن علي زيدان تلقيه ضمانات من الرئيس بوتفليقة مفادها أن الجزائر »لن تسمح لأيّ شخص أو مجموعة بالعبث أو التدخل في الشؤون الليبية، ومن ذلك منع أزلام النظام السابق حتى من التصريحات الإعلامية«. أفاد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، علي زيدان، أنه حصل على موافقة بلدان الجوار من أجل »التعامل معنا وسيتمّ تعزيز روابط التعاون معها خاصة في المجال العسكري والأمني«، وكشف في هذا الإطار عن اتفاقية أمنية لضبط الحدود مع كل من الجزائر والنيجر وتشاد والسودان »ستوقع قريبا« بعد تأكيده أنه »تمّ التوافق على خطوطها العريضة«، وشدّد على أن حكومته تُعطي الأولوية حاليا للمجال الأمني خاصة الجنوب خاصة لدى اعترافه بأن »الصحراء الليبية أصبحت معبرا لكافة أنواع الممنوعات« على غرار »الأسلحة والمخدّرات وتهريب البشر ومرور الجماعات المسلحة«. وأدرج زيدان الذي كان يتحدّث في مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة، جولته إلى البلدان الأربعة المذكورة ومن بينها الجزائر، في سياق كونها »رسالة إلى هذه الدول بأن ليبيا الآن هي ليبيا حُسن الجوار وحُسن التعامل، وأنها لم تعد مصدرا للقلق والإزعاج للجيران أو التدخل في الشؤون الداخلية أو مساندة طرف سياسي على طرف سياسي آخر..«. ونقلت وكالة أنباء ليبيا عنه قوله: »ليبيا لم تعُد كما كانت في السابق مصدر قلق لمحيطها«، ليُضيف: »عصر تصدير الثورة انتهى«، موضحا كذلك أن »ليبيا اليوم هي للتعاون والأمن والبناء، وهي دولة مسؤولة لن تخضع لنزوات بعض الأشخاص«. إلى ذلك أطلق رئيس الوزراء الليبي رسالات تطمين مسترسلا: »إننا أوضحنا بجلاء لهذه الدول أنه ليس لدينا الوقت ولا القدرة ولا الإمكانيات لنُنفق الأموال خارج ليبيا لمجرّد إرضاء النزوات والأهواء«، ثم واصل باهتمام: »إننا عبّرنا للجيران بأن قضية الأمن اليوم في الصحراء الكبرى وفي الساحل والصحراء مسألة تهمنا وينبغي أن نتعاون فيها جميعا«، وقد أظهر المتحدّث قناعة بأن »كل الأطراف أبدوا ترحيبهم بهذه الزيارة واتفاقهم معنا في كل ما طرحناه«. وفي المقابل صرّح علي زيدان خلال المؤتمر الصحفي أنه تلقى ضمانات من كبار المسؤولين في الجزائر وتشاد والنيجر والسودان ب »عدم التدخل« في شؤون بلاده، لافتا إلى أن ضبط الوضع الحدودي »سينعكس إيجابا على الوضع الأمني الداخلي«. وقال بتعبير صريح: »التقيتُ بعدد من المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأكدوا لي أنهم لن يسمحوا لأيّ شخص أو مجموعة بالعبث أو التدخل في الشؤون الليبية، ومن ذلك منع أزلام النظام السابق حتى من التصريحات الإعلامية«. كما جاء على لسان المسؤول الليبي أن »الإخوة الجزائريون أكدوا أنهم يُسيطرون على الحدود مع مالي، وسيتعاونون معنا على مستوى الحدود الليبية الجزائرية«، مستطردا في ذات الاتجاه أن »الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء ووزيرا الخارجية والدفاع بالحكومة الجزائرية، أكدوا مجددا أن الجزائر لن تكون مصدرا لإزعاج ليبيا أو للتدخل في شؤونها..«، وأبرز أنه أبلغ المسؤولين في الدول التي زارها »حرص ليبيا على بناء علاقات جديدة مع جيرانها تقوم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير..«.
وفي موضوع مرتبط بمطالبة طرابلس من الجزائر تسليمها أفرادا من عائلة العقيد الراحل معمر القذافي، أورد زيدان في ردّه على أسئلة الصحفيين أن بلاده لا تزال على هذا الموقف لدى تصريحه: »لقد تقدّمنا بطلب واضح للسلطات بالجزائر والنيجر بهذا الصدد«، ولفت إلى أن »الأمر سيتمّ وفق الإجراءات القضائية وبما يتوافق مع القوانين الدولية«، ليخلص إلى معاودة التذكير بأن زيارته إلى كل هذه الدول »لاقت قبولا وارتياحا كبيرين من رؤساء هذه الدول وأبدوا استعدادهم للتعاون مع ليبيا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية«.