أكد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن مستقبل الشباب الجزائري يبقى في الجزائر وذهب يقول أمام جمع غفير من الطلبة والأساتذة بجامعة، أبو بكر بلقايد، بولاية تلمسان »نحن مستعدون لاستقبال الطلبة الذين يأتون من أجل الدراسة والتكوين لكن مستقبل الشباب هو في الجزائر« داعيا إلى منح »فُرصة أخرى للصداقة بين البلدين« واستكمال المُصالحة بمشروع بناء المُستقبل. استقبلت جامعة تلمسان الرئيس الفرنسي بمنحه دكتوراه فخرية، قدمها له رئيس الجامعة، نور الدين غوالي، الذي أكد بأن هذه الشهادة هي »تكريم لرجل دولة ورجل قناعة وشجاعة مهتم بمصالح بلاده وبمقدوره أن يحمل رؤية واضحة عن المستقبل وتقلبات الماضي على حد السواء«، وهو ما جعل فرانسوا هولاند، يبدأ كلمته التي وجهها للطلبة والشباب الجزائري بحضور أعضاء وفدي البلدين وكبار مسؤولي الدولة وممثلين عن السلك الدبلوماسي والأسرة الجامعية بتوجيه شكر لجامعة تلمسان ومن وراءها الجزائر على منحه هذه الدكتوراه، مبديا في الوقت ذاته إعجابه وتأثره للاستقبال الشعبي الذي حُظي به بهذه المدينة التي وصفها بالتاريخية وذات فكر وثقافة وتنوع في الديانات. ووجه المتحدث عدة رسائل إلى الطلبة بصفة خاصة والشباب بصفة عامة ودعاهم إلى استغلال اتفاق الشراكة الذي عُقد بين البلدين وعدم التركيز على الماضي وذهب يقول »لدينا إرادة اليوم للمساهمة في إعطاء يد المُساعدة لكل الجامعات والمراكز التكنولوجية والتكوينية بهدف الاستفادة من تجربة فرنسا«، مُذكرا بأن فرنسا تحضن حاليا 30 ألف طالب جزائري يزاولون دراستهم بها، وأن هؤلاء سيجدون الدعم الكامل من قبل الجامعات، معبرا، من جهة أخرى، عن أمله في إطار المعاملة بالمثل أن يتم استقبال طلبة فرنسيين في جامعات جزائرية مشددا على أن »فرنسا ستواصل استقبال الشباب الجزائري على أراضيها إلا أن مستقبلهم هو في الجزائر«. ودعا، هولاند، الشباب إلى الثقة في مصيره قائلا »إن الجيل الذي لا يتجاوز 25 سنة أو أقول 35 سنة والذي عرف الجزائر المستقلة ويفتخر بنضال آبائه من أجل الحرية يجب أن تكون لديه الثقة في مصيره والإيمان بنجاحه« معرجا على الأزمة التي عاشتها الجزائر خلال التسعينيات بالقول »لقد خرجتم منتصرين من هذه المعركة بعدها تصالح آباؤكم« والتصالح، يُضيف، »لا يكفي ما يجب اليوم هو حمل مشروع وبناء المستقبل«. ولدى حديثه عن اللغة الفرنسية ذهب يقول »الفرانكفونية ليست قضية فرنسا لوحدها بل هي قضية العالم أجمع باعتبارها وسيلة للمعرفة والثقافة..« معتبرا الزيارة التي قام بها للجزائر تهدف إلى »منح فرصة جديدة وفرصة كبيرة للصداقة بين الجزائروفرنسا«، مواصلا بالقول أن »أحسن الأسلحة لمكافحة اللاتسامح تتواجد في الإسلام ذاته« مشيرا إلى »الإسهام البارز للإسلام في التراث الإنساني المشترك«. موازاة مع ذلك، التقى هولاند حوالي 15 عشر طالبا من مختلف كليات الجامعة استمع خلالها إلى انشغالات هؤلاء، وأكد خلالها التوجه نحو تكثيف التبادلات بين جامعات البلدين وتطوير التعاون العلمي والجامعي، موضحا بأن حكومته ألغت مؤخرا تعليمة تحدد من الإقامة للدراسة للطلبة الجزائريين الشباب.