تعتبر العطلة الشتوية فرصة لراحة المتمدرسين لاستعادة النشاط الذهني والبدني وتحضيرا لاستقبال الفصل الثاني الأمر الذي جعل مكان قضاءها محل اهتمام الأولياء خاصة أمام حصول أبنائهم على نتائج غير مرضية، إلى جانب نقص فضاءات الترفيه والتسلية التي تجعل الكثير من الأطفال مجبرون على البقاء في البيت أمام شاشة التلفاز والكمبيوتر. تباينت آراء الأولياء والتلاميذ حول الطريقة المثلى لتنظيم أوقاتهم لقضاء عطلتهم، فمنهم من يرى أن مرافقتهم إلى حدائق التسلية وآخرون يجدون المنزل أفضل مكان، والبعض الآخر يجد المتعة في التوجه إلى بيت الأجداد بينما يفضل آخرون التضحية بعطلتهم في سبيل التحصيل الدراسي. أكد إبراهيم أب لأربعة أطفال أنه تحقيقا لرغبات أبنائه خلال هذه الفترة، اضطر إلى طلب عطلة من عمله لمرافقتهم إلى حدائق التسلية، خلال الأسبوع الأول منها، أما الأسبوع الثاني فهو للراحة وتحضيرهم للعودة مجددا إلى مقاعد الدراسة. في حين تنتظر أميره، 11 سنة، العطلة الفصلية بفارغ الصبر لأنها ترتاح فيها من التحضيرات اليومية للمدرسة، أين- تقول- أقضيها بين اللعب في البيت ومشاهدة التلفزيون، إلى جانب التنزه مع العائلة وزيارة بيت جدتي، مضيفة» هذا يكون في الأسبوع الأول أما الثاني فأقضيه في مراجعة دروسي«. ويقول أحمد 12 سنة، أقضي عطلتي الشتوية في المنزل بحكم أن والديا يعملان، حيث قسمتها بين مشاهدة التلفزيون واللعب بالكمبيوتر، وكذا التحضير للعودة إلى المدرسة استعدادا لبداية الفصل الثاني بكل حيوية ونشاط. وتبقى فرصة التنقل إلى بيت الجدين من أهم ما يتقاسمه جل التلاميذ خلال فترات العطل، حيث يفضل الكثير من الأولياء التوجه إلى بيت أوليائهم خاصة الذين قد انقطعوا عن المبيت في البيت العائلي بسبب تمدرس أبنائهم، قد يعوض فلذات أكبادهم مما فاتهم من مرح وسط العائلة الكبيرة، فالأطفال الأقارب يلتقون لتبدأ معها مرحلة التباهي حول من حصل على أعلى الدرجات، هذا ما أكدته لنا حسينة، طالبة بالثانية متوسط أن أكثر ما يقلقها هو الأسئلة التي يبدأ بطرحها أفراد عائلتها بخصوص العلامات التي تحصلت عليها خاصة إذا كانت غير مرضية فيبدأ التباهي بعلامات أبنائهم. أطفال آخرون يفضلون أن يضحوا بعطلتهم في سبيل التحصيل الدراسي، خاصة وأنهم حصلوا على نتائج غير جيدة في الفصل الأول، حيث أكد لنا زكرياء أنه قد تحصل على نتائج غير جيدة ولا يريد أن يضيع فرصة نيل شهادة التعليم المتوسط، ولهذا يقول»أجد نفسي مضطرا للتضحية بالعطلة واللجوء لأخذ دروس الدعم، حيث اضطررت إلى المكوث في البيت وحتى أبي أجبرني على ذلك وعاقبني«. ولا تشاطر الرأي إحدى السيدات التي حدثتنا قائلة أنها لا تتوافق على من يعاقبوا أبناءهم ويجهلون الطريق السديد في ذلك بحرمان الطفل من الراحة في الأسبوع الأول وإدراجه بالدروس الدعم، مؤكدة أن ابنتها نالت نتائج غير مرضية مما أدى بها إلى اقتسام العطلة بين الراحة والدراسة، وعولت على تخصيص الأسبوع الأول للتنزه، فيما خصصت الأسبوع الثاني لمراجعة الدروس. وفي ذات السياق تقول سامية، معلمة بإحدى المدارس الابتدائية ببوزريعة، أنها ضد فكرة معاقبة الأبناء في العطلة بحرمانهم من الراحة منذ الأسبوع الأول، لأن ذلك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وصحته. ويعد مكان قضاء العطلة من اهتمام الأولياء وذلك بالتزام التخطيط لها لكن قد يتصادف ذلك مع وجود بعض العوائق التي تحرم التلميذ من المتعة الجيدة كعمل الأولياء خلال هذه الفترة وكذا نقص مراكز الترفيه والتسلية، هذا ما أكده لنا زوبير عن افتقار أماكن التسلية وكذا دور السينما الموجهة للأطفال والتي تعرض الرسومات المتحركة، مطالبا من البلديات توفير أكبر قدر ممكن من النوادي الترفيهية والرياضية حتى لا يقضي التلاميذ عطلتهم في البيت.