أعرب كبير الاقتصاديين في الوكالة الدولية للطاقة عن تشاؤمه بشأن تعافي الاقتصاد العالمي، لأن هناك أزمة طاقوية تلوح في الأفق، وإذا حدث مثل هذه الأزمة خلال السنوات الخمس القادمة، فإن وضع الاقتصاد العالمي سيزداد سوءا، ويرجع هذا الخبير سبب ذلك إلى أن معظم الحقول البترولية الكبرى في العالم تجاوزت ذروة إنتاجها الأقصى. الخبير الذي أدلى بحديث لجريدة الأندبندنت البريطانية، أوضح بأن حدوث مثل هذه الأزمة الطاقوية خلال المدة المذكورة سيصعب لا محالة الخروج من الأزمة الحالية، لأن هذا سيؤدي إلى ارتفاع سريع للأسعار وزيادة الطلب على النفط، الأمر الذي سينجر عنه حدوث تباطؤ في النمو وربما تراجع في الإنتاج النفطي، وهذا كله سيؤدي إلى إخراج الانتعاش الحالي للاقتصاد العالمي من طريق النمو، وكانت الوكالة قد أصدرت تقريرا السنة الماضية أكدت فيه بأن العالم يتجه نحو أزمة طاقوية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية. وأضاف نفس المتحدث موضحا »يبدو أن العديد من الحكومات، خاصة الصناعية منها، لم تتصور بعد بأن الاحتياطي النفطي العالمي يسير بخطى سريعة نحو النضوب أكثر مما كان متوقعا، وأن ذروة الإنتاج العالمي من النفط سيحدث خلال العشر سنوات القادمة، بعدما كان الخبراء يتوقعون حدوثها بعد عشرين سنة من الآن«، وحسب العديد من المؤسسات الدولية المهتمة بالشأن الطاقوي، فإن سعر البترول في مثل هذا الوضع قد يتجاوز سقف 200 دولار للبرميل وربما أكثر من هذا السعر، وهو ما سينجم عنه حدوث فوضى في الاقتصاد العالمي ذات أبعاد سياسية في غاية الخطورة. وكنتيجة لهذا السيناريو الكارثي، طالب كبير الاقتصاديين لدى الوكالة الدولية للطاقة الدول المستهلكة بالتخلي عن البترول من الآن قبل أن ينضب نهائيا. وفي هذا الإطار، أبانت دراسة أجريت على أكثر من 800 حقل بترولي (من أكبر الحقول إنتاجا) في العالم، أن معظم هذه الحقول قد تجاوزت ذروة إنتاجها، وأن احتياطي هذه الحقول يتناقص بسرعة كبيرة خلافا للحسابات والتقديرات التي أعدت منذ سنتين خلت. وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد طالبت منذ عدة سنوات بضرورة استثمار ما لا يقل عن 300 مليار دولار من أجل القيام باكتشافات نفطية جديدة وتجديد التجهيزات البترولية عبر حقول النفط في العالم، وهذا من أجل تجنب أزمة طاقوية بالغة الخطورة للعشريات القليلة القادمة.