عرفت أسعار البرميل استقرارا حول سقف 60 دولارا، وهذا بعد أن فقددت ما لا يقل عن 13 دولارا ، حيث استغرب خبراء البورصات العالمية مثل هذه الزيادة في وقت يسجل فيه الطلب العالمي تراجعا واضحا بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية ، وفي هذا الإطار ، أكدت الوكالة الدولية للطاقة، أن الزيادة الفعلية للطلب العالمي على المواد البترولية لن تكون قبل سنة 2010. ذكر التقرير الشهري للوكالة الدولية للطاقة المنشور أمس ، أن الطلب العالمي على المواد البترولية ، سيشهد زيادة معتبرة ، لكن ليس قبل سنة 2010 ، وهذا بعد التراجع الكبير المسجل خلال السداسي الأول من السنة الجارية ، حيث لم يعرف الطلب العالمي مثل هذا الانخفاض منذ الثمانينيات ، وهذا بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ، التي دفعت المستهلك بالدول الصناعية إلى مراجعة ميزانية استهلاك المواد الطاقوية . وحسب تقرير الوكالة ، فمن المرجح جدا أن يرتفع الاستهلاك اليومي العالمي بحوالي" مليون ونصف مليون برميل بداية من سنة 2010 ، غير أن هذه الزيادة آتية أساسا من الدول الصاعدة ، أما فيما يتعلق بالسنة الجارية ، فإن الاستهلاك سيتراجع بنسبة 2 مليون برميل و500 ألف برميل يوميا مقارنة بسنة 2008"، حيث سيتراجع حجم لاستهلاك اليومي في العالم إلى حدود 83 مليون برميل يوميا . وبالمناسبة أوضح مدير قسم الصناعات البترولية بالوكالة قائلا: " نتووقع أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة ، وهذا بناء على توقعات المؤسسات الدولية الكبرى المتابعة للملف ، غير التوقعات الخاصة بارتفاع الطلب يمكن استبعادها إذا ما استمر الركود الاقتصادي العالمي من هنا إلى ذلك التاريخ". وكانت العديد من المؤسسات الدولية قد أشارت في الأيام الماضية إلى ظهور مؤشرات إيجابية في النمو الاقتصادي العالمي بعد أن ضخت الدول الصناعية ما حجمه (5تريليون دولار) ، أي 5000مليار دولار من أجل تجاوز الأزمة الحالية ، التي تسببت في نمو يعادل الصفر لدى بعض الدول. وفي انتظار تطورات السوق الطاقوية من هنا إلى غاية السنة القادمة ، استقرت أسعار الخفيف الأمريكي حول 60 دولارا خلال الأيام القليلة الماضية ، بعد أن فقد البرميل حوالي 13 دولارا منذ 30 جوان الماضي بسبب موجة التشاؤم التي استبدت بالمتعاملين في مختلف البورصات الدولية، والناتجة عن نشر مختلف المؤشرات المتعلقة بالسوق النفطية في العالم.