بدأت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش المصري أمس، بتطبيق قرار الرئيس محمد مرسي بفرض حظر التجوال في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية وتوقيف الناس في الشوارع وسؤالهم عن هويتهم. قالت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر من مجلس الوزراء المصري، إن الأخير أقرّ مسودة قانون يمنح القوات المسلحة سلطة الضبط القضائي ما يسمح لأفراد الجيش بإلقاء القبض على مدنيين لمساعدة الشرطة في إرساء الأمن، وجاء ذلك بعد أن بلغ عدد القتلى خلال خمسة أيام من الاحتجاجات المناهضة للحكومة 50 قتيلا. ويأتي ذلك، غداة إعلان مرسي فرض حالة الطوارئ لمدة شهر في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية التي قتل فيها عشرات طوال الأيام الأربعة الماضية خلال احتجاجات يقول حلفاؤه إنها تستهدف الإطاحة بالرئيس المنتخب. وقال مرسي مساء الأحد في كلمة إلى الشعب عبر التلفزيون الرسمي، إنه قرر فرض حظر التجول من التاسعة ليلا حتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي في المحافظات الثلاث اعتبارا من يوم أمس وطوال فترة الطوارئ. وقال الرئيس المصري في الكلمة التي استمرت دقائق إن ما دعاه لاتخاذ القرار هو ما شهدته مصر من أعمال عنف واعتداء وترويع المواطنين وقطع الطرق وإيقاف المواصلات العامة واستخدام السلاح، وأضاف أن مثل هذه الأعمال لا يمكن تصنيفها إلا خروجا على القانون وخروجا على الثورة التي أطاحت بسلفه في انتفاضة شعبية اندلعت قبل عامين. وبعد الإعلان عن الطوارئ، خرج المئات يحتجون في الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، وتعهد نشطاء حقوقيون في المحافظات الثلاث بتحدي حظر التجول احتجاجا على القرار. وقتل بالرصاص في بورسعيد سبعة وأصيب مئات يوم الأحد خلال تشييع جنازة 33 شخصا قتلوا في اليوم السابق حين غضب سكان المدينة على أحكام إعدام أصدرتها محكمة بشأن أحداث عنف سابقة شهدتها بورسعيد خلال مباراة لكرة القدم، وكانت حصيلة القتلى 49 شخصا في أعمال العنف منذ يوم الخميس الماضي. من جهة أخرى، دعا معارضو الرئيس محمد مرسي، أمس، إلى تنظيم مزيد من الاحتجاجات، متهمين جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس بخيانة الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، كما هتفوا بسقوط حالة الطوارئ التي يقول نشطاء حقوقيون إنها تمنح الشرطة سلطات واسعة فيما يخص اعتقال الأشخاص الذين تعتبرهم خطرا على الأمن بجانب صلاحيات استثنائية أخرى. إلى ذلك، أعلنت القوى السياسية والشبابية وشباب جبهة الإنقاذ المعارضة، بدء مظاهرات ومسيرات يومية اعتبارا من أمس، وقالت إن رسالة الرئيس مرسي قد وصلت إلى المصريين عبر كلمته مساء الأحد، بينما هدّدت مجموعة »بلاك بوك« أنّ على مرسي انتظار الرد عند قصر الاتحادية، وبدأت جبهة الإنقاذ اعتصاما أمام مجلس الشورى في ذكرى »جمعة الغضب« حتى إسقاط حكم الإخوان حسبها