أكدت أمس، رئيسة مكتب الأمومة والطفولة بمديرية الشرطة القضائية، العميد أول خيرة مسعودان، بمناسبة عرض برنامج مبادرة »السنة الجزائرية للوقاية الجوارية في الوسط الحضري« أن سنة 2012 عرفت 204 حالة إبعاد أو اختفاء أطفال على المستوى الوطني، موضحة أن جميع الأطفال تم إعادتهم إلى عائلاتهم سالمين، مشيرة إلى تسجيل انخفاض محسوس في عدد الجرائم التي تورط فيها أطفال حيث تم إحصاء 5788 قضية تورط فيها 7867 طفل خلال السنة الماضية. أطلقت أمس المديرية العامة للأمن الوطني مبادرة العمل الجواري »سنة الجزائر للوقاية الجوارية في الوسط الحضري«على المستوى الوطني، بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن الوطني والمجتمع المدني. وفي هذا الإطار أكد رئيس مكتب الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني العميد أول جيلالي بودالية، أن هذه المبادرة جاءت بناء على عدة مؤشرات سجلتها مختلف مصالح الشرطة القضائي، خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي وخلايا الاتصال بمختلف أمن الولايات والدوائر خلال سنة ,2012 حول انخفاض في بعض الجنح والظواهر السلبية في المناطق الحضرية، والتي تؤكد في مجملها نجاعة العمل الوقائي والتحسيسي، مشيرا إلى أنه سيتم تعزيز العمل الوقائي والحملات التحسيسية، في إطار هذه المبادرة الجوارية، لافتا إلى أن الحملات التي قامت بها مصالح الأمن لضبط حاملي الأسلحة البيضاء عبر 48 ولاية للوقاية من الجريمة، قد أسفرت عن تسجيل 2689 قضية وتقديم 2541 متورط أمام العدالة خلال سنة .2012 وأوضحت العميد أول خيرة مسعودان أن حالات الاختطاف المسجلة والبالغ عددها 204 حالة خلال سنة ,2012 هي اختفاءات وتحويل، لم تكن مصحوبة بطلب الفدية بل كانت بهدف الانتقام لسبب أو لآخر من طرف أشخاص غير بعيدين عن محيط الأطفال المختطفين، أي لتصفية حسابات شخصية، مشيرة في نفس السياق إلى أن حالات إبعاد الأطفال سنة 2012 عرفت انخفاضا بالمقارنة مع سنة 2011 التي سجلت 221 حالة من هذا النوع تم فك ملابساتها، كما أكدت ذات المتحدثة أن حالات الاختطاف المتبوعة بطلب الفدية أو التصفية الجسدية أو بالاعتداء الجنسي التي حدثت قبل عدة سنوات محدودة جدا، وأن التحقيقات في القضايا المتعلقة بالاختطاف أثبتت في معظم الحالات وجود علاقة قرابة بين الضحية والمعتدي، مما يجعل الطفل يثق دائما بمختطفه . وأوضحت أنه تبين أن 80 بالمائة من حالات الاختطاف المبلغ عنها هذه السنة غير مؤسسة وأن بعضها، تم اختلاقها من طرف الأطفال أنفسهم الذين ادعوا أنه تم اختطافهم حتى يفلتوا في معظم الأحيان من عقاب أوليائهم بسبب رسوبهم الدراسي أو نظرا لتسببهم في مشاكل ولم يجدوا من حل سوى الهروب من المنزل العائلي حتى يفلتوا من العقاب. وفي نفس السياق، أكدت العميد أول خيرة مسعودان أنه تم تسجيل انخفاض محسوس في عدد الجرائم التي تورط فيها أطفال، خلال سنة 2012 ، حيث تم إحصاء 5788 قضية تورط فيها 7867 طفل، مقارنة بسنة 2011 التي تم خلالها توقيف 9043 طفل متورط، موضحة أن مبادرة »سنة الجزائر للوقاية الجوارية في الوسط الحضري« تهدف إلى التقليل من مستوى الجريمة، بعد أن أكدت الأرقام والملاحظات التي سجلتها فرق حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بمختلف أمن الدوائر والتي يبلغ عددها 50 فرقة منها ثلاث فرق بالعاصمة، نجاعة الأيام التحسيسية والأيام الاعلامية في التقليل من معدلات الجريمة، مؤكدة أن الأرقام التي سجلت خلال 2002 وهي سنة استحداث فرق حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث ، مرعبة حيث تم إحصاء تورط أكثر من 12 ألف طفل في مختلف أشكال الجريمة إنطلاقا من الضرب والجرح والسرقة إلى القتل العمدي. وأرجعت العميد الأول للشرطة الانخفاض المسجل خلال 2012 إلى الحملات التحسيسية التي قامت بها مصالح الأمن بالتنسيق مع المجتمع المدني وكذا الإعلام الذي لعب دورا كبيرا حسبها، بفضل الحملات التحسيسية والأبواب المفتوحة والأيام الدراسية. وعن نوعية الجرائم التي ترتكب من طرف الأطفال قالت السيدة مسعودان أن جريمة السرقة تأتي في مقدمتها ب2870 متورط يليها الضرب والجرح العمدي فتحطيم ملك الغير وكذا تكوين جمعية أشرار. أما بالنسبة لجرائم القتل فأشارت إلى أن 17 طفلا ارتكبوا جرائم قتل لأتفه الأسباب فيما ذهب 19 طفلا ضحية القتل سنة 2012 إلى جانب 58 حالة اعتداء على الأصول ارتكبها أطفال ضد أوليائهم. وفيما يتعلق بالأطفال الذين هم في حالة خطر معنوي، ذكرت ذات المتحدثة أنه تم تسجيل 2748 حالة حيث تم إدماج 75 بالمائة منهم و إعادتهم لعائلتهم و تم وضع البقية في مراكز متخصصة مع الأخذ بعين الاعتبار دائما مصلحة الطفل. ودقت خيرة مسعودان ناقوس الخطر حول الجرائم المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال، حيث قالت أنها في تفاقم مستمر ولا يكاد يمر يوم دون تسجيل حالة اعتداء جنسي مشددة على ضرورة نشر ثقافة التبليغ وعدم العمل بمنطق »تخطي راسي وداري«.وقالت أنه للحد من هذه الآفة لابد من القيام بعمل تحسيسي تجاه الأولياء والأطفال حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم بأنفسهم، مبرزة الدور الفعال الذي تلعبه فرق حماية الطفولة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني منذ سنة 2002 التي خصصت دوريات تعمل ليل نهار لمراقبة المحلات العمومية وسن الزبائن والسلوك العام على الطريق العمومي، تمكنت هذه الفرق التي تم تدعيمها بعناصر نسوية من العثور على قصر كانوا في حالات فرار من المنزل العائلي، وإنقاذهم من وقوع ضحيا للاعتداءات أو للاستغلال من طرف عديمي الضمير. وقالت أنه موازاة مع عمل هذه الفرق توجد الشرطة الجوارية على مستوى مقرات الأمن الحضري بكل الأحياء والتي تقوم بعمل جبار للوقاية من مختلف الجرائم.