أبرز الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو أول أمس، دور هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام في دفع مسيرة الثورة التحريرية نحو التحرر من كامل الخلافات البينية، وكذا مدى مساهمتها بقوة في هز ركائز المستعمر الفرنسي من خلال إثبات أنها باتت تواجه جيشا منظما يعرف متى وأين يهاجم، مشيرا إلى ضرورة تسجيل وتوثيق شهادات المجاهدين باعتبارها موجودة في ذاكرتهم وليس في الوثائق خاصة مع فقدان العديد منهم. أوضح عبادو في كلمة ألقاها خلال الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، أنه لا يخفى على أحد أن هذين الحدثين الوطنيين لهما أهمية كبرى في مسيرة الثورة من حيث الدلالة والتأثير في توجيه كل مراحلها، مضيفا أن تأثيرهما أكثر من حاسم في تأصيل الثورة وفي إعطائها بعدها الشعبي وضبط معالم الطريق على مختلف الأصعدة والمستويات داخليا وخارجيا من أجل تحقيق كل الأهداف التي جعلت من شرارة ثورة نوفمبر منطلقا لتجسيدها. واعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن إحياء ذكرى اليوم الوطني للمجاهد فرصة لاستحضار الإرهاصات الوطنية المفعمة بروح المقاومة والصمود والتي ستبقى على مر التاريخ من أهم المميزات النضالية للشعب، رغم التنكيل البشع للمستعمر ومحاولة تركيع الشعب بكل الوسائل المتاحة. وفي ذات السياق، أكد عبادو أن هذه الوقفة تمثل مناسبة لتخليد تلك الانتفاضة التي صنعت وقائعها البطولية جماهير منطقة الشمال القسنطيني والتي برهنت على إقدام الشعب على التضحية واحتقار تلك الممارسات الوحشية للسلطات الاستعمارية الفرنسية من قمع وإبادة وتقتيل جماعي، مضيفا أن انتصارات 20 أوت 1955 كانت مرجعا تاريخيا وسياسيا مهد لحدث يوم 20 أوت 1956 بوادي الصومام حيث التقى قادة الثورة التحريرية لدراسة وتحليل وتقييم الأوضاع القائمة بمختلف أبعادها، خاصة من خلال أهمية الوثيقة المنبثقة عن لقاء الصومام لكونها بمثابة برنامج وطني ضبط أولويات العمل داخليا وخارجيا ورسم معالم الخريطة الوطنية وتحديد المسؤوليات السياسية والعسكرية، بالرغم من المصاعب الداخلية والخارجية التي واجهتها الثورة ما بين 1956 و1962، مؤكدا أنه رغم تلك الظروف وتعقيداتها فإنها لم تنل من عزيمة المجاهدين ومن إرادة الشعب في مواصلة المعركة المصيرية حتى تحقيق النصر واسترجاع السيادة الوطنية. وفي رده على سؤال حول التصريحات الأخيرة التي تشكك في عدد شهداء الثورة، قال السعيد عبادو أن هؤلاء المشككين هم حثالة وماضيهم معروف، كما أن المنظمة الوطنية للمجاهدين لا تهتم بهذه الجزئيات خاصة أن الثورة انتصرت ومليئة بالبطولات والتضحيات العظيمة، فلا أحد يستطيع تشويهها، مضيفا أن أساس التاريخ هو تدوينه وتسجيله وننتظر أن يلعب المؤرخون دورهم في ذلك.