جاء هذا خلال اللقاء الذي احتضنه فندق » السفير« مؤخرا، حيث قدم الإعلامي و البرلماني محمد بوعزارة كتابه الجديد» من الخيمة إلى البرلمان.. مسيرة حياة«، بحضور أصدقاء وعائلة الكاتب وجمع من الإعلاميين والكتاب تحدث بوعزارة عن علاقته بالكتابة التي وصفها بحالة عشق، يعتبرها روح وموسيقى تجعله يندمج مع النص، مشيرا إلى أن النص مهما كان جميلا إلا أن القراءة الركيكة تقتله.. وبخصوص مؤلفه الجديد ،اشار الكاتب أن نشره جاء بعد تردد كبير ومشاورة واسعة مع الأهل، منوّها إلى أنه أراد لمضمونه أن يكون رابطا بين هدوء البادية وصخب المدينة. مضيفا في نفس السياق أنه كان دائما يجهر أمام المسؤولين أن التاريخ يجب أن لا يموت بموت صانعيه، ولحفظه وجب عليهم أن يكتبوا مذكراتهم حتى لا يتصرف آخرون بتاريخهم حسب هواهم.. »من الخيمة إلى البرلمان ...مسيرة حياة« ،صدرضمن منشورات دار »الأمة« وهو عبارة عن مذكرات ترصد عبر 408 صفحة مسيرة ثرية بالتجربة والحنكةالتي طبعت حياة الكاتب والإعلامي والبرلماني محمد بوعزارة. كان الإعلامي والكاتب محمد بوعزارة في مؤلفه تارة شاهدا على هذه الأحداث في زواياها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وتارة أخرى فاعلا وصانعا لها ومحركا أساسيا وهو يمارس ويتدرج عبر مختلف المناصب التي تبوأها بفضل تفوقه الدراسي والتحامه بقضايا المجتمع الذي ولد وترعرع فيه . اللحظات التي خزنها الأستاذ محمد بوعزارة باعتباره مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني في ذاكرته وجمعها بحذر يقدمها للجيل الجديد ، كشهادة نادرة تعج بتفاصيل الذاكرة من جيل عايش نار الإستعمار وتحدى بناء دولة قوية بمؤسساتها. و بحميمية دفئ الماضي والطفولة المشرعة على رمال البراءة واكتظاظ المدينة يسترجع المثقف والسياسي محمد بوعزارة نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق المكلف بالإعلام والثقافة في المذكرات جانبا مهما من تاريخ عائلته ويفتخر بأصوله البدوية الصحراوية وقيمها المبنية على الشهامة والكرم والأنفة والجهاد من أجل الشرف ومجابهة المستعمر.. ومما جاء في مقدمة المذكرات بقلم المبدع الروائي واسيني الأعرج :» الأستاذ محمد بوعزارة المعروف بجرأته ومتابعته لتفاصيل الحياة السياسية للجزائر من خلال مقالاته المختلفة وكتبه ، يضعنا اليوم بكتابه هذا أمام هذه السلسلة من الأسئلة التي نخاف من مواجهتها بالشكل الذي يليق بها ..رجل يتخذ القرار بعد سنوات العمر ، أنه فيكشف لنا لا عن الصحفي المتمرس والمهني والسياسي المميز، ولكن عن الإنسان المتخفي الذي لا نعرف عنه إلا القليل ..هذا الرجل وهذا المثقف الذي قبل أن يعتلي منصات البرلمان ويجلس تحت قبته ، كان إنسانا لم تكن الأقدار سخية معه دائما بسهولة وربما كانت هذه الصعوبات الحياتية هي الصانع الأساسي لتفاصيل حياة ستكون غنية ليس فقط بنشاط صاحبها ولكن أيضا بأفقه الإنساني « مضيفا « هذا الكتاب هو جزء من الذاكرة الوطنية الحية سواء كنا معه أو منتقدين .. وقد روى الكاتب بكل صدق كل ما عاشه ، حتى عندما تكون بعض التفاصيل المروية ضده أو تستعمل ضده « . ترصد هذه المذكرات التي تجمع وتمزج بين القصة وسرد الحدث والتحليل والنظرة اٌلإستشرافية مراحل انضمام الكاتب منذ مرحلة الطفولة المبكرة للإذاعة الوطنية والتلفزيون بدءا ببرامج الأطفال عام 1965 والتمثيل وكذا تدرجه في العمل الإذاعي من مذيع عام 1971 إلى صحفي محرر في 1973 ثم رئيسا للتحرير ونائب مدير للإذاعة في 1982 قبل أن يعين عام 1986 مديرا للمحطة الجهوية التلفزيونية بورقلة ثم مديرا لمجلة الشاشة الصغيرة وهي لسان حال التلفزيون الجزائري سنة .1995 ويتناول محمد بوعزارة في مذكراته ولعه المبكر بالنشاط السياسي وعلاقته بالسياسة وبالانتخابات بدءا بترؤسه عام 1982 للمؤتمر الثالث لاتحاد الصحفيين الجزائريين بقصر الأمم في نادي الصنوبر وانتخابه مكلف بالإعلام والثقافة، وخوضه مرات عديدة انتخابات تشريعية وانتخابه نائبا عن ولاية الأغواط لعهدتين في 1997 و,2007 وتزكيته نائبا لرئيس المجلس الشعبي الوطني من قبل النواب في كتلة حزب جبهة التحرير الوطني في نهاية العهدة النيابية السابقة 2007 2012 ونضاله في الحزب ونشاطاته في المجال السياسي والثقافي كما يتطرق الكاتب الصحفي محمد بوعزارة إلى تفاصيل علاقته بالكتابة منذ مرحلة الطفولة وولعه الدائم بالقراءة والكتابة كنافذتين للتعبير عن الكثير من القضايا المطروحة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.