أدانت الجزائر بشدة الاعتدائين الانتحاريين ضد القوات المسلحة في النيجر وموقع شركة »أريفا« الفرنسية في شمال هذا البلد، وقوبل الاعتدائين الإرهابيين بإدانة أممية ودولية واسعة، وسط مخاوف من احتمال أن تنقل المجموعات »الجهادية« حربها إلى النيجر بعد خروجها من شمال مالي تحت ضغط الجيش الفرنسي وجيوش بعض الدول الإفريقية. أعلن كل من التنظيم الإرهابي المسمى »حركة التوحيد والجهادي بغرب إفريقيا«، و»الموقعون بالدماء«، بزعامة القيادي السابق في الفرع المغاربي للقاعدة خالد أبو العابس المكنى بالأعور، اسمه الحقيقي مختار بلمختار، على تبني هجوميين انتحاريين مشتركين استهدف واحد منهما الجيش في النيجر، فيما ضرب الأخر موقع شركة »أريفا« الفرنسية التي تشتغل في حقل استغلال اليرانيوم بمقاطعة أرليت شمالي النيجر . ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن حركة التوحيد والجهاد، تصريحا تتبنى فيه الهجومين، وقال المتحدث باسم الجماعة أبو وليد الصحراوي »بفضل الله قمنا بعمليتين ضد أعداء الإسلام في النيجر«، وأضاف »هاجمنا فرنسا والنيجر بسبب تعاونها مع فرنسا في الحرب على الشريعة«، وفي نفس الوقت أعلن التنظيم الإرهابي المسمى »الموقعون بالدماء« الذي يقوده مختار بلمختار الذي أعلن عن موته مرارا، لوكالة الأخبار الموريتانية أنه هو الذي خطط للاعتداءين الدمويين اللذين وقعا أول أمس الخميس في النيجر ضد الجيش النيجري ومجموعة »أريفا«الفرنسية، وهدد هذا التنظيم الذي نفذ في منتصف جانفي الماضي عملية احتجاز الرهائن بالمنشأة الغازية »تيقنتورين« بإن أميناس بأقصى الجنوب الشرقي للجزائر، بشن هجمات جديدة في النيجر بعد التفجيرين الانتحاريين لأول أمس الخميس، وتوعد الدول التي تنوي المشاركة في قوة الأممالمتحدة في شمال مالي »بالقتل والجراح« في صفوف قواتها وعلى أراضيها، وقال البيان الذي نشر على المواقع الجهادية »سيكون لنا مزيد من العمليات بحول الله وقوته، بل ونقل المعركة إلى داخل« النيجر، وكشف بيان تنظيم بلمختار أن هجومي أول أمس الخميس في شمال النيجر نفذا باسم »القائد الشهيد عبد الحميد أبو زيد« الذي قتل في قصف فرنسي في مارس الماضي، وجاءا ردا على تصريحات رئيس النيجر محمد يوسف »من عند أسياده في باريس بأنه قد تم القضاء على الجهاد والمجاهدين عسكريا«، وواصل البيان يقول انه »سيكون لنا المزيد من العمليات بحول الله وقوته بل ونقل المعركة إلى داخل بلده إن لم يسحب جيشه المرتزق« من شمال مالي، حسب تعبير نفس البيان الذي هدد أيضا »كل الدول التي تنوي المشاركة في الحملة الصليبية على أرضنا ولو باسم حفظ السلام أننا سنذيقكم حر القتل والجراح في دياركم وبين جنودكم، وكما تقتلون تقتلون وكما تقصفون تقصفون والبادىء اظلم«، علما أن مجلس الأمن الدولي اقر في نهاية أفريل إنشاء قوة حفظ سلام من 12600 جندي لحفظ الاستقرار في شمال، ومن المقرر نشر هذه القوة التابعة للأمم المتحدة، والتي ستحل محل القوة الإفريقية، في أول جوان المقبل لمدة 12 شهرا. وقوبل الاعتدائين الإرهابيين في النيجر بإدانة إقليمية ودولية وأممية واسعة، بحيث أدانت الجزائر بشدة الاعتداءات بالسيارة المفخخة التي استهدفت الخميس شمال النيجر، وقال المتحدث باسم الخارجية عمار بلاني لوكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر تدين بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت شمال النيجر، وأضاف المتحدث أن الجزائر تعرب »عن تضامنها التام مع سلطات هذا البلد المجاور والصديق في مكافحة المجموعات الإرهابية ومهربي المخدرات«. كما أدانت أول أمس الخميس الخارجية الفرنسية بشدة الهجومين الإرهابيين في النيجر، وقدم فيليب لايو، الناطق باسم الكيدورسي تعازيه لعائلات الضحايا في الاعتداء على مقر شركة »أريفا« مما يعني سقوط ضحايا، وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومن جهة أخرى التفجيرين الانتحاريين وجدد دعم الأممالمتحدة للجهود التي تبذلها حكومة النيجر ودول أخرى في منطقة الساحل لمكافحة آفة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وقال الأمين العام في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه إن الأممالمتحدة على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم لحكومة النيجر لمساعدتها في جهودها الرامية إلي مكافحة الإرهاب وذلك بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الدول والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، مشددا على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمواصلة تعزيز التعاون المشترك »لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة للاستقرار في المنطقة وخارجها«. للإشارة هي المرة الأولى التي يتعرض فيها النيجر، هذا البلد الفقير، إلى عمليات انتحارية، وكان الاعتداء الأول قد استهدف عن طريق سيارة مفخخة معسكرا للجيش في أغاديز كبرى مدن شمال النيجر، وصرح وزير الخارجية في النيجر عبدو لابو للصحافيين: »سقط في أغاديز 19 قتيلا هم 18 عسكريا ومدني واحد«، وكشف عن مقتل أربعة انتحاريين في الانفجار الذي خلف أيضا 13 جريحا ستة منهم في حالة خطرة في صفوف الجيش، وواصل ذات المسؤول قائلا بأن »انتحاريا خامسا لجأ إلى احد المكاتب محتجزا رهائن بين التلاميذ الضباط المتدربين في أغاديز«، مشيرا أنه وبعد نحو نصف ساعة استهدفت سيارة مفخخة أخرى موقعا لاستخراج اليورانيوم لمجموعة »أريفا« النووية الفرنسية في أرليت التي تقع على بعد 240 كلم شمال أغاديز .وتؤشر هذه الاعتداءات الإرهابية إلى مساعي التنظيمات »الجهادية« لنقل العمليات الإرهابية إلى النيجر، وهذا بعد تضييق الخناق عليها في شمال مالي وخسارة مواقعها بفعل العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الفرنسية بمساعدة من بعض الدول الإفريقية، ويؤكد الهجومان الانتحاريان ضد الجيش وشركة »أريفا« في النيجر بان خطر القاعدة بمنطقة الساحل الصحراوي حقيقي ولم ينته رغم العمليات العسكرية التي نفذت وتنفذ ضد الجماعات »الجهادية« ورغم التضييق المتواصل على هذه الجماعات.