كشف البروفيسور يحيى دهار المدير العام لمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة في لقاء خص به »صوت الأحرار« عن دخول حافلة متطورة لجمع التبرعات بالدم الأولى من نوعها حيز الاستغلال، على مستوى مستشفيات كل التراب الوطني والتي ناهزت ميزانياتها المليار و200 مليون سنتيم، والحافلة مجهزة بكل التقنيات الحديثة وتضم ثلاثة أماكن دفعة واحدة، وأضاف المدير أنها ستجوب كل الأحياء الشعبية بالعاصمة والساحات العمومية والمساجد المعروفة من أجل تحسيس المواطن بأهمية التبرع بالدم خاصة خلال شهر رمضان. حسب إحصائيات الوكالة الوطنية للدم، فإنه تم تسجيل ما بين 15 ألف إلى 20 ألف تبرع جديد سنويا عبر232 مركزا موزعين على المستوى الوطني، ومن جهة أخرى كشفت ذات الأرقام عن رفض 41 ألف تبرع بعد إجراء عملية تحليل الدم والتي أظهرت أن أصحابها مصابين بأمراض ولا يمكن استغلال تبرعاتهم، وتبقى 51 في المائة من التبرعات تعد من متبرعين لعائلاتهم وهذا من أصل 367 ألف متبرع مقابل23 في المائة من المتبرعين الدائمين و26 في المائة من المتبرعين الظرفيين. وكانت إجابات المواطنين بخصوص عملية التبرع بالدم متباينة بين مداوم على التبرع وممتنع، وبمصلحة حقن الدم بمستشفى مصطفى باشا، التقينا محمد.س البالغ من العمر25 سنة قال إنه وبعد حادث المرور الذي تعرض له السنة الماضية ومن جرائه كاد يفقد حياته في حجرة العمليات، وأدرك أهمية التبرع خاصة وأن فصيلة دمه نادرة وتعود منذ ذلك الوقت التقدم لذات المصلحة بصفة دورية، أما بالنسبة لمريم الأمر مختلف فبمجرد سؤالنا لها إذا كانت من المتبرعات أجابت أن هذا الأمر لا يعنيها فالمستشفيات لديها ما يكفيها من مخزون الدم، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن الحملات الإعلامية والصدى الذي تخلفه في نفوس المواطنين، فيما أبدى لنا البعض مخاوفهم من انتقال الأمراض المعدية عبر الدم خاصة وأن مرض أنفلونزا الخنازير اقتحم الجزائر رغم التدبيرات الأمنية المكثفة، وما لم نكن نتصوره هواعتقاد بعض الجزائريين بحرمة التبرع بالدم لشخص خارج الإطار العائلي. ومن أجل الاستفسار أكثر اقتربنا لدى البروفيسور يحيى دهار المدير العام لمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، حيث أكد أن عملية التبرع بالدم ماهي إلا سحب كمية من دم المتبرع تقدر بحوالي 450 مل أي ما يعادل بنسبة 8% من دم الإنسان الطبيعي وتستغرق أقل من ربع ساعة غير أنها مهمة جدا لتلبية الحاجة المستمرة للدم خاصة خلال الشهر الفضيل، ونفس الوقت أوضح المتحدث أنها مفيدة جدا حيث تساهم في تنشيط الدورة الدموية ونخاع العظم لإنتاج خلايا الدم المختلفة وتقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وكذا انسداد الشرايين، مشيرا إلى أنه يتم التأكد عند التبرع بالدم من سلامة المتبرع وخلوه من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم مثل أمراض نقص المناعة المكتسبة والتهابات الكبد الفيروسية من نوع ب.ج والزهري والملاريا وهذا بعد التحاليل التي يقوم بها الفريق الطبي، وعن مخاوف المواطنين من انتقال أنفلونزا الخنازير أكد البروفيسور أن هذا الاحتمال غير وارد نهائيا، بالإضافة إلى أنه لا توجد أي خطورة في التبرع بالدم ولا يعرض المتبرع لأي إصابة بأي مرض لأن الأدوات التي تستخدم في عملية سحب الدم معقمة ولا تستخدم لشخص آخر ويتم التخلص منها مباشرة بعد عملية التبرع، وفي نفس السياق دعا المدير العام المواطنين التوجه إلى مصالح حقن الدم المتواجدة بالمستشفيات أو إلى الحافلة التي خصصت من أجل جمع تبرعاتهم، خاصة وأن عدد التبرعات يتراجع خلال شهر رمضان ويبقى المرضى في حاجة ماسة إلى الدم.