دعا الوزير الأول عبد المالك سلال إلى تمكين الصحفي من الوصول إلى المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب، معتبرا نقص الاتصال أكبر إشكالية تواجه اليوم مؤسسات الدولة. وفي كلمة ألقاها في افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول الاتصال المؤسساتي: حصيلة وآفاق، اعتبر سلال الصحفي همزة الوصل بين مؤسسات الدولة والمواطن ومرآة المجتمع، مشددا على ضرورة تحسين الوضع فيما يتعلق بإعطائه المعلومة في الوقت المناسب شدد الوزير الأول على أنه يتعين إبراز الحقيقة على كل المستويات ليبقى الحق للصحفي بعد ذلك في إعطاء تحليله للمعلومة المستقاة فيما يعود الحكم الأخير للمواطن، مشيرا إلى أهمية الدور الذي يضطلع به الإعلام خاصة في ظل الاضطرابات التي تقع داخل الوطن وخارجه. وأوضح في ذات السياق بأن مكافحة الدعاية يستدعي حتما إعطاء المعلومة الصحيحة حيث تبقى الدعاية قادرة على تحطيم أي مجتمع مهما كانت قوته. وأضاف المتحدث قائلا »إن المشكل ليس في الصحفي وإنما في من يزوده بالمعلومة ودورنا كمؤسسات هو تحقيق ذلك، لأن المشكل موجود داخل المؤسسات، فإذا لم يعط المسؤول معلومة لا أحد يتحرك. وعليه فيجب على المسؤولين أن يبادروا بتبليغ الصحفيين ومن ثم الرأي العام فليس لدينا ما نخفيه«. وحرص سلال على التذكير أكثر من مرة بضرورة وضع حد للسرية التي لا معنى لها والتي أدت إلى استمرار حالة الشك لدى المواطن على الرغم من كل الإنجازات التي قامت بها الدولة لصالحه. وأبرز الوزير الأول بأن أكبر إشكالية تواجه مؤسسات الدولة اليوم هي الاتصال، حيث أكد بأن هذه الهيئات مدعوة كلها -باستثناء مؤسسات الدفاع الوطني الملزمة بالحفاظ على السر الأمني- إلى تكريس الاتصال. وإزاء هذا الوضع أكد سلال أن الوقت قد حان للأخذ بزمام الأمور، متسائلا في ذات المنحى عن مكمن الخلل إن كان في علاقة الحاكم بالمحكوم أو في التربية والثقافة السائدة في المجتمع الجزائري. غير أنه استطرد موضحا بأنه »لا يمكن اتهام الحكومة بأنها لم تقم بدورها في هذا المجال«، مذكرا بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان قد أكد أكثر من مرة أهمية الاتصال فضلا عما يتضمنه قانون الإعلام بخصوص فتح المجال أمام الصحفيين للوصول إلى المعلومة. وتطرق سلال إلى طريقة تعامل المؤسسات مع المجتمع الافتراضي، حيث تظل هذه الهيئات تفتقر إلى نظام خاص للتعامل مع شبكات الاتصال الاجتماعي التي تمر عبرها المعلومة والدعاية على حد سواء، مضيفا بأن المؤسسة التي تنقصها القدرة على الاستماع الجواري هي مؤسسة صماء. وشدد في الأخير على أن المؤسسات ملزمة بالعمل في ظل الشفافية الكاملة لأن الطريقة الوحيدة لكسب المصداقية لدى المواطن هي كسب ثقته.