· "الكذب" لا يحجب الحقيقة وإنما يؤخرها اعتبر الوزير الأول عبد المالك سلال، عدم تعامل مؤسسات الدولة بكل مسؤولية في تعاطي المعلومة مع وسائل الاعلام خاصة حول ملف مرض رئيس الجمهورية، الذي أسال الكثير من الحبر منذ نقل بوتفليقة إلى باريس لاستكمال العلاج، السبب الرئيسي في إثارة "الدعاية" و"الاشاعات"، حيث اتهم سلال المسؤولين ب"الخوف"، متسائلا "إن الكذب لا يحجب الحقيقة إنما يؤخرها، والرأي العام واعي بكل ما يدور من حوله... ما بقى في الزربية غبار". وأكد سلال خلال افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول الاتصال المؤسساتي أمس، أن اتصال المؤسسات "هام جدا" بالنسبة للحكومة، وله أهمية القصوى خصوصا ونحن نعيش اضطرابات داخل وخارج الوطن، فالاتصال ووسائل الإعلام تستطيع أن تلعب دور كبير في هذا المجال، مذكرا بالملتقيات الوطنية التي تم تنظيمها سابقا، وفي كل مرة نتحدث عن الاتصال المؤسساتي إلا انه يظل غائبا ولا تعلم الحكومة أين الخلل؟ كما دعا سلال جميع المؤسسات الوطنية ما عدا المؤسسات الدفاع التي لها الأحقية بالسرية، إلى تقديم المعلومات الكافية من خلال رفع إعطاء المعلومات في الوقت المناسب، مؤكدا أن الصحافي الجزائري لا يجد المعلومة الكافية من أجل تزويدها للمواطن، ورفع المسؤولية عنه، حيث قال إن "المشكل ليس في الصحفي بل يكمن في من يزوده بالمعلومة". وفي هذا الإطار، اتهم الوزير الأول العديد من المؤسسات التي تبقى على سرية المعلومة ولا تزود الصحافة والمواطن بها، موضحا إن المسؤول إذا لم يزود المواطن بالمعلومة لا يمكن لأحد ان يتحرك في هذا المجال، واصفا الخلل في إيصال المعلومات ب"المرض الذي ينخر المجتمع"، أين أكد على ضرورة استئصال هذا المرض. وأشار عبد المالك سلال، إلى وسائل الاتصال الحديثة خاصة مواقع التواصل الاجتماعي " الفايسبوك والتوتير" التي أصبحت تلعب دورا هاما في الوقت الراهن في إيصال المعلومة، مفيدا أن معظم مؤسسات الدولة على غرار المجالس الولائية والبلدية وغيرها لا تتماشى مع هذه التكنولوجيا والمجتمع التقديري، ولا تعطي الأهمية القصوى لهذه الأخيرة، معتبرا انه من الضروري التبليغ عن المعلومة الحقيقية. كما عرج الوزير إلى الدعاية والمعلومات الخاطئة التي قد تحملها هذه الأنظمة التكنولوجية الجديدة في المجتمع "الفايسبوك والتويتر" والتي أصبحت تلعب دورا كبيرا في الإعلام وجميع الميادين. ودعا المسؤولين الجزائريين إلى العمل بمبدإ الشفافية والعمل الجواري، من اجل التحكم في وضع المعلومة حتى لا يتعرض المجتمع إلى الدعاية، ولا يمكن أن يتم حل مشكل الدعاية بداعية أخرى، في إشارة منه إلى البلبلة الإعلامية التي تعرض لها ملف مرض رئيس الجمهورية، وفي السياق نفسه عن تخوف بعض المسؤولين عن كشف الحقيقية في إعطاء المعلومات للمواطن، مضيفا أن هذا الأخير أصبح يشكك في المعلومة لان المسؤول الذي يعطي المعلومة متخوف، واعتبر أن الكذب يؤجل الحقيقية ولن يحجبها، وان "ما يبقى غبار في الزربية وما يبقى جثة في البلانكار". وبخصوص تعامل كل مؤسسات مختلف القطاعات مع المعلومة، قال الوزير الأول إن المؤسسات التي لا تتكلم عند الضرورة هي بكماء، والتي تنقصها القدرة على الاستماع الجواري هي مؤسسات صماء، في إشارة منه إلى وضرورة تسهيل مهمة الصحفي في الحصول على المعلومة من اجل أداء مهامه في أحسن الظروف من اجل تنوير الرأي العام.