شدد وزير الشؤون الدينية بوعلام الله غلام الله على هامش إشرافه أمس بقسنطينة، على تخرج 79 طالبا من المؤذنين والقيمين الدفعة الأولى لسنة ,2013 على الابتعاد عن الاختلاف الذي يخلق الفجوات بين أبناء الأمة، عندما ترى كل جماعة أنها هي الأصلح والأفضل من الجماعة الأخرى، وتجعلهم لا يقفون على موقف موحد، وقد يتبنون مرجعيات دخيلة على المرجعية الأصلية، مضيفا »في هذه الفجوات قد يدخل الشيعة واللائكيون ويحدثون اهتزازات ويخلخلون النسيج الاجتماعي«. وأشاد غلام الله بوعي الشباب الذي لم ينجرف وراء ما سمي ب»الربيع العربي«، وأدرك بأن الفتنة التي أصابته في التسعينات كان وراءها شيطان، ولن تتكرر، بعدما تخلص منها تدريجيا بمشروع المصالحة الوطنية، وأثبت فيها المجتمع الجزائري أنه مجتمع مسجدي وثقافته ثقافة المسجد، وأضاف بالقول »إن المسجد ليس شركة تجارية، وحقوق المواطن يكفلها القانون وحده«، وحذر الوزير في سياق متصل من الخطر المحدق بالجزائر، أو أن تصيبها رياح »الثورة العربية«، لأن ما يحدث في البلاد العربية لا يطمئن، ولا يبشر بخير على حد قوله. وجدد غلام الله موقفه من مسألة وجوب وقوف الأئمة إلى النشيد الوطني الجزائري، مخاطبا إياهم بأن يقرؤوه كفن من الفنون، وأن يحترموه طالما الدول الأخرى وقفت له واستمعت إلى كلماته، موضحا أن الشعب الجزائري أيام الاستعمار كان يفتقر إلى مواطنته، واليوم وهو ينعم بالاستقلال عليه أن يتذكر ما قدمه الشهداء والمجاهدون من أجل الجزائر التي قال إنها ملك للجميع، معتبرا أن الجزائر وقف من الأوقاف، لا يمكن المساس به، وأن كل إساءة لها هي إساءة للمجاهدين والشهداء. وعلى صعيد آخر شجع الوزير في الندوة الصحفية التي نشطها بالمعهد الوطني للتكوين المتخصص للأسلاك الخاصة بإدارة الشؤون الدينية والأوقاف )دار الإمام سابقا( النشاط الذي تقوم به الزوايا في نشر تربية النشء على تعاليم الإسلام وفي نشر الإصلاح والدعوة إلى الإسلام، مؤكدا وجود أكثر من 150 زاوية ناشطة على المستوى الوطني، وبخصوص ما يوجد بالحظيرة الوقفية، فقال الوزير أن للوزارة في كل ولاية أراض قابلة للاستثمار، وهناك مساع لاسترجاعها والاستفادة منها في إنجاز مساجد ومعاهد ومدارس. وقال غلام الله إن وزارته بصدد إنجاز 4000 مسجد جديد يضاف إلى 16 ألف مسجد موجود على المستوى الوطني، وأن المكتبة الدينية تتوفر على 100 ألف مصحف إلى غاية اليوم، وسيتم طبع 200 ألف مصحف السنة المقبلة .2014 وللإشارة، فقد سميت الدفعة الأولى للمؤذنين والقيمين باسم الشيخ العلامة عبد القادر المجاوي، وهو إمام وفقيه وخطيب بمسجد سيدي الكتاني بولاية قسنطينة، تتلمذ على يديه حمدان يونس ومولود بن الموهوب مفتي قسنطينة والشيخ باشتارزي مفتي الحنفية بقسنطينة.