حمّل شارل باسكوا وزير الداخلية الفرنسي الأسبق مسؤولية مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة في الجزائر عام 1996 إلى رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبي، مؤكدا على أن هذا الأخير كان السبب في إقدام الجماعة الإسلامية المسلحة التي اختطفت رهبان تيبحرين على تصفيتهم. وقال باسكوا في حوار أجراه مع موقع »أوميغا تي في« الفرنسي أن جوبي كان السبب في نسف المفاوضات التي كانت السلطات الفرنسية تقوم بها مع الخاطفين، مشيرا إلى أن جان شارل ماركياني والي مقاطعة » فار« والمسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الفرنسي اتصل به أياما قليلة بعد اختطاف الرهبان، مؤكدا على أن لديه اتصالات مع الخاطفين وأن هؤلاء على استعداد للتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهبان. وأشار وزير الداخلية الأسبق بحسب ما نقلته جريدة القدس العربي أمس، إلى أنه اتصل بالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وأطلعه على عرض ماركياني، فوافق شيراك على الفور، معطيا الضوء لماركياني للقيام بالمهمة، موضحا أن هذا الأخير فتح قنوات اتصال مع أجهزة الأمن الجزائرية، ومع الخاطفين أيضا. وذكر باسكوا أنه في نفس التوقيت فإن مبعوثا من الجماعة الخاطفة انتقل إلى مقر السفارة الفرنسية في الجزائر، والذي قدم نفسه باسم عبد الله، مشيرا إلى أن الأمور كانت تتطور بطريقة عادية، وبأن الأمل في التوصل إلى إطلاق الرهائن بدأ يتعاظم يوما بعد يوم. وأفاد وزير الداخلية الأسبق أن رئيس الوزراء آنذاك آلان جوبي كان في قمة الغضب، لما سمع بأن ماركياني موجود في الجزائر من أجل التفاوض حول إطلاق سراح رهبان دير تيبحيرين دون علمه، وأنه أدلى بتصريح أدى إلى نسف المفاوضات وتصفية الرهبان السبعة. وقال شارل باسكوا بأن الرئيس السابق جاك شيراك لم يخبر رئيس وزرائه بالمهمة التي يقوم بها ماركياني، لأنه قدر بأنه من الضروري أن تكون المعرفة في هذه القضية بقدر الحاجة. وأكد على أن جوبي سأل الرئيس شيراك عما إذا كان والي مقاطعة 'فار' في مهمة بالجزائر، وأن شيراك تهرب من الإجابة قائلا بأنه لا يعرف شيئا، وهو ما جعله يقول في تصريح رسمي: 'لا أفهم ما يفعله ماركياني في الجزائر، إلا أني أؤكد أنه ليس مكلفا بأي مهمة من طرف الحكومة الفرنسية'. واعتبر أن الخاطفين اعتبروا تصريح رئيس الوزراء على أنهم كانوا ضحية مقلب من الحكومة الفرنسية، وأن هذه الأخيرة كانت تخدعهم وتسعى لربح الوقت بمحاولة إيهامهم بأن ماركياني مكلف بالتفاوض معهم، وهو ما جعلهم يقدمون على إعدام الرهبان السبعة، والتي عثرت قوات الأمن على رؤوسهم مفصولة عن أجسادهم يوم 21 أيار/مايو 1996. وتأتي تصريحات شارل باسكوا لتضاف إلى سلسلة تصريحات مسؤولين فرنسيين نفوا تهمة التسبب في مقتل رهبان تيبحيرين عن الجيش الجزائري، على خلفية تصريحات الملحق العسكري السابق في سفارة فرنسابالجزائر الجنرال فرانسوا بوشوالتر، الذي قال بأن الرهبان قضوا في قصف قام به الجيش الجزائري لمعقل الجماعة الإسلامية المسلحة. كما أن دخول باسكوا في الجدل القائم حول مقتل الرهبان يأتي بعد أيام قليلة من الطلب الذي توجه به قاضي التحقيق الفرنسي مارك تريديفيك إلى وزراء الدفاع والداخلية والخارجية من أجل رفع السر العسكري عن كل المعلومات والملفات التي تخص هذه القضية