واصلت اعترافات المسؤولين الفرنسيين حول قضية اغتيال رهبان تيبحيرين تأكيد تبرئة الجيش الجزائري من التورط في اغتيالهم حسب ما زعمه مسؤولون فرنسيون سابقون، حيث خرج هذه المرة وزير الداخلية السابق شارل باسكوا عن صمته واتهم الحكومة الفرنسية التي كانت غداة وقوع الأحداث بالتواطؤ في اغتيال رهبان تيبحيرين. أكد المسؤول الفرنسي في اعترافات بثها موقع ''أوميقا تي في ''أن الوزير الأول في ذلك الوقت آلان جوبي قد ''أحبط محاولة جادة للحصول على الإفراج عن 7 رهبان كانوا في يد الجماعات المسلحة أو كما كان يعرف ''بالجيا''. الاعترافات الخطيرة التي أطلقها شارل باسكوا الذي لم يكن وزيرا للداخلية غداة وقوع تلك الأحداث تفيد بأنه تلقى اتصالا من قبل جون شارل ماريشاني من قدماء المخابرات السرية الفرنسية، والذي أكد له ''أن السلطات الفرنسية دخلت في مفاوضات حثيثة مع الخاطفين الإسلاميين، خاصة وأنهم كانوا على استعداد لمناقشة فكرة إطلاق سراح الرهبان السبعة، لكن في هذه الأثناء راسلت الجماعات الإرهابية السفارة الفرنسية في الجزائر من أجل التفاوض على الأمر والتي سارت حسب التعليمات من السلطة الفرنسية''. وفي نفس السياق أفاد ممثل الحكومة الفرنسية الأسبق أن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك أعطى الضوء الأخضر من أجل محاولة التفاوض مع الجماعات الإسلامية للإفراج عن الرهبان السبعة، ويضيف ''إن ماريشاني الذي لم يكن في ذلك الوقت في المخابرات الفرنسية أجرى الاتصالات اللازمة مع السلطات الجزائرية، إلى جانب دخوله في مفاوضات مع الخاطفين، وإلى هنا كان كل شيء يسير بشكل طبيعي وعادي، لكن بعد تدخل رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبييه الذي أفاد بتصريح عام يوقف هذا العمل. ''رئيس الوزراء أخفى القضية عن جاك شيراك'' وفي هذا السياق أوضح المتحدث أن شارل باسكوا أوضح أن جاك شيراك لم يُعلمه ألان جوبي لأنه، حسبه، هذا النوع من العمليات يتطلب السرية في الأمر. وفي هذه الأثناء فإن رئيس الوزراء جوبييه طرح مسألة شرح دور ماريشاني في الجزائر وقتئذ للرئيس شيراك، الذي كان لا يعلم شيئا عن الموضوع يقول المتحدث. وقال الوزير الأول ''صرح بأنه لا يعرف شيئا ولا أفهم ما قام به ماريشاني الذي كان في الجزائر، وعلى أي حال من لم يكلف بأية مهمة في الجزائر من قبل الحكومة الفرنسية والبقية نعرفها ... أريد أن أقول إن الخاطفين اعتبروا هذا الأمر تهربا من السلطات الفرنسية في حل هذه القضية بعد التماطل فيها''. ويضيف ماريشاني متسائلا ''وهل كان هذا كافيا بالنسبة للخاطفين لقتل الرهبان، أنا لا أعرف... ''. وتأتي هذه االإعترافات الخطيرة من قبل المسؤول الفرنسي في وقت اعتبرها العديد من المحللين الفرنسيين لا تغير من حقيقة أن وزير الداخلية الأسبق ''بالفعل ألقى باللوم على رئيس الوزراء السابق، لأسباب من احترام الذات، وفقد فرصة إنقاذ الرهبان. ويأتي كلام شارل باسكوا للتأكيد على نظرية الصدام بين السلطات الفرنسية في إدارة هذه القضية التي أسالت الكثير من الحبر. وبعد أيام قليلة من مباشرة قاضي التحقيق، مارك تريفيديك، المكلف بالتحقيق في قضية مقتل الرهبان السبعة بتيبحيرين، طلب لرفع السر الدفاعي، حول الملف لكل من وزارة الدفاع الفرنسية، وزارة الخارجية ووزارة الداخلية، والذي، طالب الجهات المعنية إفادته بكل المعلومات المتوفرة لديهم حول القضية لاستكمال التحقيق. فقد وجهت الرسالة بناء على طلب تقدم به محامي عائلات الضحايا، باتريك بودوني، كما أشار ذات المصدر إلى أن قاضي التحقيق يريد التأكد من سبب التماطل الذي عرفه الملف منذ فتحه عام .2004