يقف دائما خلف الكاميرا ليصنع أجمل الصور، جاب العالم بحثا عن ديكور يوظفه في أعماله التي رافقت نجوم الفن ،متيم بتقديم الأفضل تواضعه ورغبته الدائمة في البقاء في الظل خانته مؤخرا ،حيث سطع اسمه في سماء تورنتو الكندية ومنح للجزائر جائزة الانجاز الباهر في الصورة السينمائية «بمهرجان» سكاربورو« عن فيلم »التائب« لمرزاق علواش ،هو مدير التصوير والمخرج والمنتج محمد الطيب العقون الذي التقته »صوت الأحرار« وكان معه هذا الحوار، الذي أثار من خلاله العديد من القضايا التي تعنى بتقنيات التصوير السينمائي من إخراج و إنتاج ومشاريعه المستقبلية في ظل التغيرات التي يعرفها قطاع السمعي البصري في الجزائر في الوقت الراهن. قبل كل شيء أهنئك على الجائزة التي تحصلت عليها مؤخرا في مهرجان »سكاربورو« السينمائي بتورنتو التي تضاف إلى سجل الانجازات السينمائية في الجزائر في المهرجانات الدولية ، ما تعليقك على هذا التتويج؟ ¯ أفتخر بتتويجي بجائزة »أوتستاندينغ اشيفمنت إن سينماتوغرافي«، جائزة الانجاز الباهر في الصورة السينمائية بمهرجان» سكاربورو «السينمائي، خاصة أن هذه الجائزة تتعلق بالتصوير ، وأن تمنح لجنة تحكيم هذا المهرجان جائزة أحسن تصوير عن فيلم مرزاق علواش » التائب« لمصور جزائري هي شهادة من طرف محترفي الفن السابع لعمل جزائري ، لأننا كل ما نقوم به في هذا المجال يعود بالإيجاب على المشهد السينمائي للوطن. ●كيف يعرف نفسة محمد الطيب العقون للقارى؟ ¯ أنا قبل كل شيء شاب جزائري طموح خاصة بكل ما يتعلق بفن الصورة أعشق فن التصوير مما جعلني انتقل سنة 1993 إلى فرنسا لتعلم أبجديات التقاط الصورة والتحقت بالمعهد العالي لإخراج السمعي البصري » ليسرا« بباريس التي تخرجت منه سنة ,2000 وبعدها التحقت بمدرسة »لويس لوميير« بالعاصمة الفرنسية ، أين سمحت لي الفرصة لتبادل الخبرات مع العديد من محترفي فن التصوير و الإخراج ، هناك وسمحت لي الفرصة لإخراج العديد من فيديوكليبات لأشهرالفنانين بفرنسا على غرار فرقة ماجيك سيستم ، » 113 ، شريفة لونا بيتر غابرييل وغيرهم ، وبعدها كانت لي تجربة مع المخرج الجزائري مرزاق علواش في فيلم التائب الذي توج بالعديد من الجوائز. ●على ذكر المخرج المخضرم مرزاق علواش ، حدثنا عن تجربتك معه في فيلم »التائب«؟ ¯ لما إتصل بي مرزاق علواش لبيت الدعوة مباشرة للعمل ضمن طاقم فيلم » التائب« كمسؤوول التصوير، وهذا شرف كبير لي أن أتعامل مع مخرج كبير في قامته خاصة أنني كنت اعشق أعماله منذ الصغر فمن منا لا يتذكر منا فيلمه » عمرقاتلاتو«، فكانت مغامرة شيقة ، تعلمت منها الكثير، نحن بحاجة لأمثاله. ولا أخف عليك فليم» التائب« هو منعرج في مسيرتي المهنية وهذا أقل ما يمكنني قوله فخلال تصويرهذا العمل تعلمت أشياء عديدة في مجال الدراما السينمائية، كما تبادلت الخبرات مع تقنيين وفنانين المشاركين في انجازها العمل،و لعل تتويجه بالعديد من الجوائز الدولية في 2012 أهمها جائزة شبكة قاعات العرض الأوروبية من مهرجان» كان« السينمائي الدولي في قسم »نصف شهر المخرجين« وجائزة »هوغو« الفضية من مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي بالولايات المتحدة وجائزة أفضل فيلم عربي طويل بمهرجان الدوحة السينمائي وجائزة »فيبريسكي« لأحسن فيلم طويل من مهرجان »كيرالا« السينمائي الدولي دليل قاطع على احترافية مرزاق علواش في هذا المجال.. ● توليت إدارة تصوير العديد من فيديوكليبات نجوم الفن العالمي و الجزائري ، فكيف تقيم هذه التجربة في مسيرتك؟ ¯ اختصاصي هو إدارة التصوير ما ساعدني للعمل مع أشهر الفنانين في فرنسا عندما تخرجت من معهد » ليسرا« ،وهو ما منحني الفرصة للاحتكاك بمحترفي هذا المجال وهو ما سعدني على رسم خريطة مشواري في مجال التصوير و بعدها الإخراج ، ولعل عملي الذي قدمته مع ليسلي أمين » الصوبري« الذي بث 5000 مرة في 50 قناة فرنسية ، دليل على حبي لتقديم الافضل، كما تعاملت مع العديد من الفنانين على غرار ديامز، فرقة الراب اندوشين ، بيتر غابرييل ،ماجيك سيستام، شريقة لونا، 113 ، حكيم صالحي وغيرهم. ● أين يجد محمد الطيب العقون نفسه في التصوير أو الإخرج ؟ ¯ ألقى نفسي في كل ماله علاقة مع التصويرو العمل السينمائي والسمعي البصري في مختلف تخصصاته لانه لكل عشقه الإبداعي لحظة شغفه التي تدفعه للتشبث بمجال ما، لكن هذا الفن لا نستطيع أن نتقنه بين عشية وضحاها، إذ لابد من التدرج من أجل اكتساب قاعدة صلبة وخبرة في الممارسة، خاصة بالنسبة لمهنة التصوير السينمائي التي أهملناها، لدرجة أن أيا من كان أصبح يقوم بأي شيء. أنا لما عدت إلى الجزائر أردت العمل في هذا المجال و تلقين الخبرات التي اكتسبتها في فرنسا في أعمال جزائرية محضة ولكن الواقع حال دون ذلك ،ما دفعني إلى تأسيس » فاكتوري كورب « وهي مؤسسة إنتاج تضم طاقم شاب نحاول أن نضيف من خلال هذا الفضاء السمعي البصري الجديد مع مواكبة التكنولوجيات الحديثة التي يعرفها هذا القطاع في الدول المتقدمة وركوب قاطرة التجديد والاحترافية لتقديم مادة دسمة قد تنافس الأعمال التي تعرض في أقطار العالم ، لأن هذا المجال جد حساس في ظل المنافسة الشرسة التي يعرفها وهيمنة الانترنيت . ● ما عي العراقيل التي واجهتنها لحد الآن ؟ ¯ من المؤسف أن نواجه عراقيل في تأدية عملنا كما يجب ،لا أحف عليك فأنا غيور على وطني ورغم تعاملي في كثير من الأحيان مع فنانين الجانب لكن أفضل تصوير كلبياتي في الجزائر التي تتمتع بطبيعة خلابة وهذا بمثابة إشهار مجاني لتشجيع السياحة في الجزائر، لكن تلقيت الكثير من الصعوبات . ما يلفت الانتباه في القطاع السينما في بلادنا انه ممول من طرف الدولة ، إلا أن غياب مختصين ومكونين في الميدان ،حال دون النهوض بهذا القطاع الحساس في ضل وجود دخلاء ليس لهم دراية بأبجديات الفن السابع ، وهو ما ترك القطاع يتخبط في مشاكل نحن في غنى عنها نظرا للإمكانيات التي توفرها الدولة . وهذا ما يفرض علينا إعادة بناء بيت السينما الجزائرية من جديد في المستقبل والتخلص من المتطفلين. ● هل ترى أن الإنتاج المشترك إضافة نوعية في السنيما الجزائرية أم العكس؟ ¯ الإنتاج المشترك هو إضافة نوعية للإنتاج السينمائي الجزائري، كما يساهم في تبادل الخبرات بين التقنين والسينمائيين ، وهوما حدث معي شخصيا في العديد من الأعمال التي قدمتها سواء تعلق الأمر بإعداد فيديو كليبات أو ومضات اشهارية.الكاميرا وحدها لا تصنع فيلما جيدا والإنتاج المشترك يعود علينا بالإيجاب إذا عرفنا استخدمه لصالحنا. ● ما رأيك في ظاهرة تسابق المنتجين مؤخرا لإعداد برامج رمضان؟ ¯ انه سباق جنوني مع الزمن ، ماكلفني أنا وطاقم مؤسستي للإنتاج» فاكتوري كورب « جهد كبيرتجاوز طاقتي وهذا من أجل إنهاء العديد من الأعمال على غرار الومضات الاشهارية التي تبث على القنوات التلفزيونية الجزائرية .، وأتمنى في الأعوام القادمة أن يتدارك المنتجين والمؤسسات التي تمول الأفلام من خلال اخذ بعين الاعتبار الوقت الكافي لانجاز أعمالهم في راحة بدل عن الضغط الذي نواجهه حاليا. ● ما هي مشاريع محمد العقون في المستقبل القريب ؟ ¯ أتمنى الخوض في مجال الموسيقى وذلك من خلال تنظيم حفلات الموسيقى الحديثة ، التي ستشرف عليها مؤسستي لتوزيع الموسيقي »موزيك فاكتوري« ، كما أنوي إخراج فيلم قصيرحول شباب بريكة الذين شاركوا في الألعاب الأولمبية في أطلانطا 96 وهو بمثابة تكريم لهؤلاء الرياضيين في اختصاص رفع الأثقال، الذين حققوا حلمهم في تمثيل الجزائر في تظاهرة رياضية عالمية ، وهدفي من إعداد هذا الفيلم هو تقديم رسالة إلى شباب الجزائر أن كل شيئ ممكن لتحقيق أحلامهم سواء تعلق الأمر بمجال السينما أوالدراسة.