لقيت مبادرة الاتحاد العام للعمال الجزائريين المتمثلة في فتح أسواق تضامنية للسنة الثالثة على التوالي استحسان فئات عريضة من المواطنين لا تقتصر فقط على الفقراء ومحدودي الدخل خلال رمضان، فقد أسالت هذه الأخيرة لعاب ميسوري الحال قبل المعوزين، بعد أن وقفت في وجه جشع التجار، الذين تعودوا على »مص دماء« الصائمين خلال الشهر الكريم، حيث استقبل أكثر من مليون و800 ألف زائر على مدى الأسبوعين الأولين من رمضان. ومن خلال جولة استطلاعية إلى مركز السوق الجواري بدار عبد الحق بن حمودة، لمسنا التوسع الملحوظ الذي شهده السوق التضامني هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، بحيث زود هذا الأخير بكميات وافرة من المواد الاستهلاكية الأساسية التي يحتاجها الصائمون، وعلى رأسها اللحوم البيضاء والحمراء التي استحوذت على حصة الأسد من المبيعات، وذلك بسبب أسعارها التي لا يمكن إيجادها خارج هذه الأسواق، بحيث لا يتجاوز سعر الكيلوغرام من الدجاج 230دج ، بينما يباع سعر الكيلوغرام من اللحم البقري ب 900دج، فيما بلغ سعر الكيلوغرام من اللحم الغنمي 120دج. تزايد الطلب على اللحوم البيضاء كانت الطوابير واضحة على جناح اللحوم البيضاء التي على ما يبدو تتميز بالأفضلية لدى أغلب الجزائريين خلال هذا الشهر الكريم. ورغم وفرة السلع الاستهلاكية بالسوق التضامني حسب الباعة، إلا أن أعداد المواطنين والفوضى التي تتسم بها الطوابير غالبا ما تعرقل عملية البيع. اقتربنا من أحد الباعة فأكد لنا أن عملية البيع تشهد عدة توقفات من طرف الباعة وذلك بسبب عدم احترام الدور من طرف بعض الزبائن، وأشار أن البعض رغم حرمة الشهر الكريم يجد الوسيلة للاستيلاء على أدوار الآخرين. أحد الزبائن أشار إلى أن أغلب المواطنين لا يحترمون أدوارهم، مما يتسبب في الفوضى وأسر إلى أنني إذا كنت أرغب في اقتناء الدجاج دون الوقوف في طابور فما علي سوى القدوم قبل الساعة التاسعة صباحا، أما بعدها فتعم الفوضى من جهة، كما قد تنتهي اللحوم البيضاء في حدود منتصف النهار.وبعد أن سمعه البائع أكد لي بدوره أن أغلب الزبائن صاروا يصلون مباشرة بعد صلاة الفجر أي في حدود الساعة السادسة صباحا لأخذ ما يحتاجونه. وفي سؤالنا عن الكمية المسموح اقتناءها من الدجاج أكد أن المركزية النقابية ضمنت الوفرة هذا العام ، لهذا لم يلجئوا إلى تحديد عدد الدجاجات المقتناة كما حدث العام الماضي حيث حددت الكمية بدجاجتين باثنتين، لكن إذا ما استمرت الطوابير ونفد الدجاج يحدد العدد ليستفيد أكبر قدر من الزبائن. ويبقى هذا الجناح هو الأكثر ترددا من طرف الصائمين بسبب الفرق الشاسع بين أسعار اللحوم البيضاء في السوق والتي لا تتجاوز 230دج، فيما تتجاوز في الخارج 350دج. فيما لاحظنا طوابير على جناح الزيت أيضا حيث بلغ سعر الزيت 5 لتر 550 دج و السميد هو الآخر الذي بيعت 10 كيلوغرامات منه ب 370 دج. زبائن سوق الاتحاد العام للعمال الجزائريين من كل أنحاء العاصمة ذاع صيت السوق التضامني الذي تحتضنه المركزية النقابية بدار الشعب عبد الحق بن حمودة في كل أرجاء العاصمة وضواحيها هذه السنة, وبدا الإقبال عليه أوسع ومن كل الأحياء البعيدة عن قلب العاصمة خلافا عن السنتين السابقتين. التقينا بعدد من المواطنين منهم القادمين من رويبة وبومرداس ومنهم من عين بنيان واسطاوالي وحتى باش جراح بالسوق التضامني وأغلبهم جاء بسيارته لاقتناء مستلزمات أسبوع كامل من المواد الاستهلاكية من سميد وزيت لحوم ودجاج فاق في بعض الأحيان ال6 دجاجات, فقال لنا أحدهم أن يقتني احتياجاته لأسبوع كامل، بينما أسر لنا آخر بأنه يستغل الفرصة كلما سنح له الوقت لملأ سيارته بكل احتياجات البيت في رمضان من لحوم وفواكه مجففة، مشيرا إلى أن سعر الزبيب الذي بلغ 700 دج فما فوق يباع هنا ب 550 دج فقط ومن النوعية الجيدة ، وأكد السيد عبد القادر على النوعية مشيرا إلى أن ما يباع في هذا السوق كله طازج ومن النوعية الجيدة التي لا يخشى منها شيء وفي الأخير تمنى أن تعم هذه المبادرة سوق الخضر والفواكه أيضا، وأن تعمم على كل ولايات الوطن. يجدر بالذكر أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين كان قد كشف عن فتح أسواق مماثلة في 20 ولاية عبر الوطن، فيما تجوب أزيد من 30 شاحنة لبيع اللحوم الحمراء والبيضاء بعض المدن بأسعار منخفضة لتلبية حاجيات المواطنين خلال هذا الشهر.