رفض رئيس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، أول أمس مطلب المعارضة بحل الحكومة مؤكدا أنه لن يحدث في تونس انقلاب على شاكلة ما حدث في مصر. وقال راشد الغنوشي في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس إن النهضة التي تقود الائتلاف مع حزبي المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل نقبل تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون القوى السياسية ممثلة فيها ويقودها رئيس الحكومة الحالي علي العريّض. وأضاف أن حكومة الكفاءات غير الحزبية لا تستطيع إدارة البلاد في الوضع الراهن بما في ذلك التعامل مع قضايا الأمن والاقتصاد الملحة، ورفض الغنوشي في الأثناء وصف الوضع في تونس بالمأزق قائلا إن البلد يمر بصعوبات. ويلتقي موقف الغنوشي هذا مع مواقف أحزاب داخل الترويكا الحاكمة وخارجها ومن بينها حزب المؤتمر الذي ينتمي إليه الرئيس منصف المرزوقي الذي دعا بدوره الثلاثاء إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ورفض تجاوز الشرعية الانتخابية. وتطالب المعارضة، التي يعتصم عدد من أنصارها منذ مقتل النائب محمد البراهمي في 25 جويلية الماضي بإحدى ضواحي العاصمة، بحل المجلس التأسيسي والحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وهيئة خبراء لاستكمال الدستور الذي بات مشروعه جاهزا منذ أسابيع. لكن رئيس حركة النهضة قال بالمؤتمر الصحفي إن هناك شبه إجماع على بقاء المجلس التأسيسي, ودعا إلى استئناف جلساته ليستكمل مهامه وعلى رأسها انتخاب ما تبقى من أعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات والقانون الانتخابي والدستور قبل 23 أكتوبر القادم، أي في ذكرى مرور عامين على أول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وكان متوقعا أن يلتقي الغنوشي الخميس للمرة الثانية خلال أيام أمين عام اتحاد الشغل حسين العباسي لإيجاد تسوية تمكن تونس من تجاوز التوترات السياسية التي تسبب فيها اغتيال النائب البراهمي، غير أن المشاورات لن تستأنف قبل الاثنين المقبل، وفق ما قال الغنوشي. من جهته، اعتبر منذر بلحاج علي عضو الهيئة التنفيذية لحركة نداء تونس في حديث له مع قناة »العربية« أن رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي إنما يقفز بالبلاد نحو المجهول برفضه تشكيل حكومة غير حزبية. ومضى يقول، إن رفض الغنوشي يمثل هروبا إلى الأمام، وإن هذا التصريح يجعل من حركة النهضة في مواجهة الشعب التونسي، وتابع »كنا في انتظار تصريح فيه نوع من الحكمة والبصيرة، وليس حديثا يجعل من رئيس النهضة كأنه يعيش في برج عاجي مع نفسه«.