سجلت الجزائر استنادا إلى الإحصائيات الأخيرة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات 46 إصابة مؤكدة بفيروس أنفلونزا الخنازير، تماثلت كلها للشفاء بعد أن تم التكفل بها على مستوى المراكز الصحية المتخصصة التي تم تنصيبها انطلاقا من مخطط وطني اعتمدته الوزارة منذ نهاية شهر ماي الفارط لمواجهة فيروس »أش 1 أن 1«، وبالرغم من كل هذه التدابير إلا أن السلطات المعنية تتأهب لما هو اخطر لا سيما مع قدوم فصل الخريف حامل الأنفلونزا الموسمية، الأمر الذي قد يزيد من المضاعفات في حالة تحول فيروس أنفلونزا الخنازير بتفاعله مع فيروسات أخرى، وفيما يلي عدد من الأسئلة والأجوبة عن أهم ما يجب معرفته حول هذا الداء الذي بات يهدد حياة البشرية صدرت في جريدة »نوفال أوبسيرفاتور« الفرنسية . جمعها: عزيز طواهر *هل عرفت البشرية فيروسا مماثلا لأنفلونزا الخنازير في فترات سابقة؟ نعم، فقد عرفت البشرية كل المسببات المباشرة لفيروس »أش 1 أن 1«منذ حوالي 90 سنة، لكن الفيروس كما هو معروف اليوم ظهر في شهر فيفري الفارط بالمكسيك وهو من سلالة الفيروس الذي تسبب في الأنفلونزا الإسبانية لعام 1918. وما حدث في تلك الفترة هو أن أصل الفيروس هي الطيور، حيث سمح التحول لفيروس خاص بالطيور التكيف مع الإنسان والخنزير في الوقت ذاته، وعندما كان الوباء العالمي يقتل من 40 إلى 50 مليون نسمة، اكتشف مربو الخنازير المرض في تلك الحيوانات وبالتالي فإن أنفلونزا الخنازير ظهر في عام 1918، كما يمكن القول أننا منذ ذلك التاريخ نعيش في عهد الجائحات. *لماذا سمي الداء بفيروس »أش 1 أن 1«؟ هذا الاسم الشفرة يتصل بتصنيف علمي، حيث نجد ثلاث أنماط من فيروس الأنفلونزا وهي: أ، ب، ج، وفيما يتعلق بفيروس 1918 الذي كان ينتمي إلى النمط أ الوحيد القادر على خلق حالات وبائية، وعليه فإن فيروس الأنفلونزا من نمط أ يدخل في تركيبة مع ثمانية جينات ومن بين هذه الجينات نجد اثنان مهمان أحدهما بروتيني ويتضمن 16 نوع تسمى أش1، أش2 ...إلخ، والآخر عبارة عن أنزيم يطلق الخلايا الفيروسية ويتضمن أنواع تابعة وهي أن1، أن2 ..إلخ، وهذا ما يعطينا 144 تركيبة، منها ثلاثة استطاعت أنت تنتقل إلى الإنسان منها »أش 1أن 1« التي ظهرت سنة 1918. *من أين جاء فيروس »أش 1 أن 1« لعام 2009، وهل هو خطير؟ لحد الساعة يبقى مصدر الفيروس مجهولا، لكن الغريب في هذا الفيروس هو أنه تكون بنفسه في حظائر تربية الخنازير واستطاع أن ينتقل مباشرة إلى الإنسان، ويبقى أن التقديرات المخيفة التي تنبأ بها بعض الأخصائيين والتي كانت تشير إلى تسجيل 100 ألف حالة جديدة يوميا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ابتداء من شهر أوت لم تتحقق ولم يتجاوز العدد 3 آلاف حالة في الأسبوع. في اللغة الإغريقية، تعني كلمة جائحة مرض معدي يضرب كل الشعوب، أما بالنسبة للاصطلاح العالمي الجديد خاصة منه المرتبط بالمنظمة العالمية للصحة، فإن الجائحة تكون إذا مس الفيروس عدد معتبر من سكان المعمورة، وما يمكن تأكيده هو أن فيروس »أش 1 أن 1« يستجيب لهذا المقياس بما يعني أننا أمام جائحة. *كم عدد الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم عبر العالم، وما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس؟ تتوقع المنظمة العالمية للصحة إصابة قرابة 30 بالمائة من الأشخاص في الأماكن ذات كثافة سكانية مرتفعة، كما يشار إلى أن هناك حالات ستشفى لوحدها وتبقى مجهولة خارج دائرة الإحصاء، أما فيما يتعلق بالفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس أ هي فئة النساء الحوامل، الشباب ما بين 12 إلى 17 سنة، مرضى السل، البدناء، مرضى القلب، بالإضافة إلى السكان الأصليين لأي منطقة. *كيف ينتقل الفيروس وكيف يمكن اجتنابه؟ إن فيروس »أش 1 أن 1« ينتقل عبر اللعاب والهواء ويمكن تفاديه عن طريق ابتاع نمط صحي قائم على النظافة، حيث يتم غسل اليدين، حماية الوجه في حال سعال أو عطاس، كما يجب اجتناب الاتصال بالحالات المؤكد إصابتها بالفيروس. *ما هي أعراض الإصابة بالفيروس، وما ذا يجب فعله في حال اكتشاف المرض؟ أعراضه كلاسيكية تبدأ بارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة، تكون مصحوبة بسعال، ألم في الحنجرة، سيلان الأنف، تعب وألام على مستوى الجسم، كما قد تظهر على الحالات المعنية بعض الأعراض مثل القيئ، وفي كل الحالات يجب أخذ بعين الاعتبار أي تغير، لأن أعراض الفيروس قد لا تظهر بفيروس في حوالي 33 بالمائة من الحالات. أما في حال الإحساس بهذه الأعراض، فيجب على الشخص المعني أن لا يتأخر في الاتصال بأقرب طبيب أو مركز صحي لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامته. *ماذا عن دواء التاميفلو وريلانزا لعلاج أنفلونزا الخنازير؟ استعمال التاميفلو وريلانزا يسمح بتقليص فترة الأعراض المرضية لهذا الفيروس، كما يسمح بتفادي أي تعقيدات صحية، لكن يجب تخصيصها للمرضى الذين هم في خطر فقط، بمعنى النساء الحوامل، مرضى القلب المرضى الذين يعانون من القصور الكلوي، وفيما يتعلق بالأشخاص المعافين فحسب ما صرحت به المنظمة العالمية للصحة فهم ليسوا بحاجة إلى تناول هذه الأدوية. *هل استعمال اللقاح ضروري؟ نعم هو ضروري بالنسبة للنساء الحوامل، مرضى السل، مرضى القلب، المرضى الذين يعانون من صعوبة في التنفس، فئة الأشخاص الأقل من 18 سنة، كما يجب تلقيح كل الفريق الطبي، هذه الفئات تحظى بالأولوية بالنظر إلى خطورة الفيروس على حياتها باعتبار أن تلقيح الجميع في وقت واحد أمر شبه مستحيل.