كشف المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار عبد الكريم منصوري، عن بلوغ قيمة الاستثمارات المباشرة الأجنبية ب280,2 مليار أورو خلال السداسي الأول للسنة الجارية في الجزائر أي زيادة بخمسة أضعاف من مجمل السنة الماضية، مشيرا إلى أن هذه المشاريع سمحت باستحداث 7385 منصب شغل. أوضح المدير العام للوكالة، خلال ندوة صحفية حول الاستثمارات المباشرة الأجنبية، أين نشطها رفقة المندوب العام لشبكة جمعيات وكالات الاستثمار بالمتوسط ايمانويل نوتاري أنه تم تسجيل مجمل 31 مشروعا خلال الأشهر الستة الأولى 2013 مقابل 17 في السنة الماضية، موضحا أن هذه المشاريع سمحت باستحداث 7385 منصب شغل. وأفاد منصوري، أنه حسب توقعات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار فإن الاستثمارات المباشرة الأجنبية ستبلغ 3 ملايير أورو في 2013 أي نفس المستوى المنتظر في 2014 بفضل التطبيق الفعلي، مضيفا »للطموح الصناعي وإطلاق في 2014 برامج لتطوير المؤسسات العمومية بالشراكة مع المؤسسات الأجنبية في مختلف القطاعات الصناعية ومواصلة تسهيل وتبسيط فعل الاستثمار لا سيما من خلال إجراءات مشجعة واردة في قانون المالية 2014«. كما أشار ذات المتحدث، الى أن الجزائر تستقبل عددا متزايدا من مشاريع الاستثمار جد معتبرة من ناحية الحجم والقيمة المالية، مؤكدا أن هذه النتائج تعكس ظروف الاستقطاب المتوفرة في الجزائر لا سيما الاستقرار السياسي والمؤسساتي واستقرار إطار الاقتصاد الكلي، بالإضافة الى متانته وتعزيز الهياكل القاعدية إلى جانب المساعدات العمومية المعتبرة التي تمنحها الحكومة مثل التمويل، الإعفاء الجبائي والجمركي، مبرزا في نفس الوقت توزيع تدفق الاستثمارات الأجنبية حسب البلدان، حيث تأتي قطر في المرتبة الأولى للمستثمرين الأجانب في الجزائر ب 31,74 بالمائة أي بقيمة مالية قدرت ب69,1 مليار أورو لهذه السنة، والذي حل محل فرنسا التي احتلت الصدارة في السنة الماضية ب 28,77 بالمائة أي بقيمة مالية بلغت 321 مليون أورو حسب أرقام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ?يضيف ذات المتحدث-.وعرض المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، حسب المناطق حيث تمثل البلدان العربية أغلبية الاستثمارات المباشرة الأجنبية في 2013 ب 58,78 بالمائة مقابل 12,11 بالمائة بالنسبة لأوروبا في حين كانت هذه الأخيرة على رأس الاستثمارات المباشرة في الجزائر في السنة الماضية ب 36,85 بالمائة، مضيفا أن قارة آسيا التي كانت لا تسجل أي استثمار مباشر أجنبي بالجزائر في السنة الماضية أصبحت تمثل 7,9 بالمائة في .2013 وبشأن قطاع النشاط تأتي الصناعة على رأس الاستثمارات المباشرة الأجنبية خلال السداسي الأول 54 2013,94 بالمائة متبوعة بالسياحة 28,3 بالمائة والخدمات 39,1 بالمائة ?يضيف ذات المتحدث-. وبالمقابل، أكد منصوري، أنه ما بين سنة 2003 و2013 تم استحداث حوالي 100 ألف منصب شغل في الجزائر، بفضل الاستثمارات المباشرة الأجنبية، ما ساهم بشكل محسوس في تخفيض فاتورة الواردات لا سيما في مجال الأدوية. ومن جهته أوضح ايمانويل نوتاري، أن المعطيات التي استقتها مؤسسته تفيد أن الاستثمارات المباشرة الأجنبية بلغت 5,4 مليار أورو في السنة الماضية، في حين أعلنت الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ب 2,2 مليار، مرجعا هذا الفارق إلى الاختلاف في أساليب الإحصائيات كون جمعيات وكالات الاستثمار بالمتوسط تأخذ بعين الاعتبار تصريحات رؤساء المؤسسات حول نية الاستثمار في حين تقوم الجزائر بإحصاء نية الاستثمار بعد موافقة الحكومة عليها. كما يرى المندوب العام لشبكة جمعيات وكالات الاستثمار بالمتوسط، أنه كان بإمكان الجزائر أن تستقطب عددا أكبرا من المستثمرين لولا المصادقة على قاعدة 4951 في 2009 والتي تلقاها أرباب العمل الأوروبيين بشكل سلبي قبل أن يتكيفوا مع التشريع الجديد و يسلكوا طريق العودة في .2012 وسجل ايمانويل نوتاري، أن الجزائر لا تشكل على غرار البلدان الأخرى في المنطقة وجهة تسيطر عليها الاستثمارات الأوروبية التي تراجعت نوعا ما جراء الأزمة المالية في ,2008 قائلا» أنها لا تمثل أكثر من 45 بالمائة من الاستثمارات المباشرة الأجنبية بمنطقة المتوسط في 2012 تليها استثمارات أمريكا الشمالية ب 23 بالمائة و الخليج ب 12 بالمائة و بعدها الصين والبلدان الناشئة«. وأضاف ذات المسؤول، أن معطيات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، تأتي لتؤكد هذا الاستنتاج والتي تفيد أن الاستثمارات القطرية احتلت المرتبة الأولى في الجزائر في 2012 ، مشيرا إلى أن أوروبا التي كانت تحتل الصدارة في الستة الماضية ب 85 بالمائة من الاستثمارات تزحزحت في 2013 لتحل محلها البلدان العربية ب 78 بالمائة.