أصبحت وهران، تعرف منذ السنتين الأخيرتين، تأخّرا فادحا في ضبط رزنامة مسابقات الوظيف العمومي الخاصّة بأساتذة الجامعة وأساتذة مختلف الأطوار الدراسية الخاصّة بمديرية التربية، إلى درجة أنّ الآلاف من المترشّحين المتلهّفين لخوض هذه المسابقات ضاقوا ذرعا من طول الانتظار، في حين ترجع كلّ من الجامعة ومديرية التربية هذا التأخّر إلى مصادقة مديرية الوظيف العمومي على مخطّط التسيير. لم يتّم إلى غاية هذا الشهر، الإعلان عن مسابقة توظيف الأساتذة المساعدين من صنف "ب" سواء بجامعة السانيا أو جامعة إيسطو، بسبب عدم المصادقة على مخطّط التسيير، في الوقت الذي أعلنت فيه مختلف الجامعات بأرض الوطن عن مسابقات التوظيف وتوشك على تنظيمها في الأسابيع المقبلة، ومنها ما فرغت من المقابلة وستفرج قريبا عن النتائج، ويتخوّف الراغبون في التوظيف بمؤسّسات التعليم العالي، من تكرار سيناريو السنة الفارطة، حيث لم يتّم الإعلان عن المسابقة إلاّ في شهر مارس، فضلا عن ذلك فإنّ الحائزين على المناصب المالية المفتوحة بمختلف التخصّصات ويتجاوز عددهم 100 أستاذ بجامعة السانيا لوحدها، جمّدت أجورهم لمدّة 6 أشهر إلى غاية شهر سبتمبر الجاري، من دون أثر رجعي، على الرغم من أنّ العديد منهم يدرّسون كأساتذة مؤقّتين منذ بداية السنة، بمختلف المعاهد التي وظّفوا بها، الأمر الذي خلق استياء كبيرا لدى المعنيين، ومن غير المستبعد أن يتكرّر سيناريو التأخير الذي تعرفه جامعة وهران في عملية التوظيف هذا العام كذلك في حال لم تتدخّل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مع العلم أنّ هناك نقصا فادحا في التأطير خصوصا على مستوى المعاهد الفتيّة مثل قسم علوم الإعلام والاتصال. من جانبها مسابقة التوظيف الخاصّة بأكثر من 1600 أستاذ بمختلف الأطوار، الخاصّة بمديرية التربية، تعدّ رهن المصادقة من قبل مديرية الوظيف العمومي على مخطّط التسيير لموسم 2009/2010، حيث يترقّب بشغف، العديد من خرّيجي المدرسة العليا للأساتذة وحملة مختلف الشهادات الجامعية، للإعلان عن مسابقة توظيف الأساتذة على مستوى الطور الابتدائي، المتوسّط والثانوي إذ لم تعلن مديرية التربية عن إجراء المسابقة إلى غاية هذا الأسبوع، على الرغم من مرور أكثر من أسبوع على الدخول المدرسي، إذ استنكر الراغبون في المشاركة في المسابقة السنوية هذا التأخّر الذي جعلهم على الأعصاب ودفعهم إلى التردّد يوميا على مديرية التربية بغرض الاستفسار عن تاريخ الإعلان، وفي هذا الصدد أخلت مديرية التربية مسؤوليتها من التأخير المسجّل، حيث رمى المسؤول الأوّل بالقطاع، الكرة في ملعب مديرية الوظيف العمومي، مصرّحا بأنّها لم تصادق بعد على مخطّط التسيير الخاصّ بالموارد البشرية دون إعطاء أيّ آجال محدّدة، ويتعلّق الأمر بتوظيف 1606 أستاذ بمختلف المؤسّسات التربوية فيما يتعلّق بالجانب البيداغوجي.