في إنتظار القائمة القصيرة أبريل القادم أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب أول أمس عن القائمة الطويلة للأعمال المرشحة في فرعي ''التنمية وبناء الدولة'' و''الترجمة'' لدورتها الثامنة 2014/2013 والتي ستتبعها القوائم الطويلة في باقي الفروع خلال الأسابيع القادمة. وستخضع الأعمال المرشّحة لاحقاً لتقييم «لجان التحكيم»، على أن تعلن القائمة القصيرة خلال مارس المقبل وضمت القائمة الطويلة لفرع التنمية وبناء الدولة سبعة عناوين، وهي: « الثّقاف في الأزمنة العجاف: فلسفة الثقافة في الغرب وعند العرب» للدكتور محمد شوقي الزين» من الجزائر عن منشورات الإختلاف 2013 و «فقهُ العُمران» للدكتور خالد عزب من مصر، و». كتاب «ملحمة التطور البشري» للدكتور سعد العبدالله الصويان من السعودية، وكتاب «جامعة المستقبل» للدكتور حفيظ بوطالب جوطي من المغرب، وكتاب «الجاهزية الإلكترونية للبلدان العربية وانعكاساتها المحتملة على فرص تفعيل بيئة اقتصاد المعرفة» للدكتور حسن مظفر الرزو من العراق، و»تحولات الطبقة الوسطى في الوطن العربي» للدكتور أحمد موسى بدوي من مصر، و»إعادة إنتاج التراث الشعبي» للدكتور سعيد المصري من مصر كما اشتملت القائمة في فرع الترجمة على ثمانية أعمال مترجمة . ويكتشف القاريء للكتاب الصادر عن منشورات الإختلاف بالجزائر وضفاف ببيروت ودار الأمان بالرباط، للأكاديمي الجزائري المقيم في باريس، أن هذه المحاولة تنخرط في تفكير منهجي حول سؤال الثقافة، هذا السؤال الذي تناولته الدراسات الاجتماعية والإنسانية ولم يكن موضوع دراسة فلسفية إلا نادراً، فهي تعكف على قراءة الماضي الفكري للغرب وللعرب. ويعتبر الكتاب أول محاولة في مجال البحوث العربية للاضطلاع بفن معرفي وهو فلسفة الثقافة الذي لم يحظَ بالتنقيب والبحث الذي يليق به، ويثير الكثير من الإشكاليات حول حضور الثقافة كمبحث مستقل في السياسة والدين والقانون، ومن بين الإشكاليات التي يطرحها الكاتب، لم لا تكون الثقافة هي مستقبل العلاقة بالإنسان والسياسة والاجتماع والدين والقانون؟ أيّ دور يمكن للثقافة أن تؤدّيه في المشهد العالمي الراهن؟ هل تستطيع الثقافة إصلاح ما أعطبته السياسة والعراك الإيديولوجي؟ كيف يمكن للثقافة أن تصنع إنساناً جديداً توفّر له أدوات تشكيل ذاته وتهذيبها ووسائل التواصل بالغير من أجل رؤية في العالم تتعدّى الأنانيات الضيّقة نحو التواجد المشترك تنمّ عنها أساليب الحوار والتبادل على المستوى المعرفي والرمزي يقول محمد شوقي الزين عن إصداره أن جملة الإشكاليات التي يعرضها الكتاب بقراءة صبورة لأهم النصوص الفلسفية، ويقترح كلمة يصبو بها إلى الاصطلاح وهي الثقاف ، فهو يورد هذه المفردة في سياق اشتغال على اللغة وعلى الأفكار ليجعل منها ماركة عربية مسجّلة، ويقصد بها العامل المادي والرمزي الذي يستوي به الطبع والنظر والسلوك، أي كقالب فكري وتربوي يسير وُفقه القابل النفسي والعملي للإنسان.، وتجنّد هذه الدراسة الوسائل النقدية والإبستمولوجية والتأويلية للاضطلاع بهذا الثقاف النظري والعملي من أجل فلسفة في الثقافة أسّها وأساسها علاقة الإنسان بذاته وبالعالم الذي يتواجد فيه وبالآخر الذي يتواصل معه .