سجلت حملة التبرع بالدم التي نظمها الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى والوكالة الوطنية للدم بالبريد المركزي إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة من طرف الشباب، حيث استطاعت العملية التي دامت ثلاثة أيام وسهر عليها فريق طبي يمثل عدة مستشفيات بالعاصمة من جمع كميات معتبرة من هذه المادة الحيوية التي قدرت ب 200 كيس في اليوم. اختتمت أمس حملة التبرّع بالدم التي نظّمها الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للدم وبلدية الجزائر الوسطى، بكل من ساحة البريد المركزي وشارع العربي بن مهيدي، والتي دامت ثلاثة أيام، حيث تندرج المبادرة حسب ما أكده المشرفين عليها في إطار العمل على ترسيخ ثقافة التبرع بالدم عند المواطنين بعيدا عن الأيام الوطنية والدولية. وسجل المركز المتنقل للتبرع بالدم منذ اليوم الأول إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين لبوا النداء ككل مرة ولم تمنعهم الأمطار المتساقطة من التبرع بالقليل من دمهم من أجل إنقاذ إخوانهم وهو ما سمح بجمع كمية معتبرة من الدم خلال هذه العملية والتي ستوجه للمرضى والمصابين بالمستشفيات، وفي هذا الإطار أكدت مديرة الاتصال بالوكالة الوطنية للدم أنه وخلال كل يوم تم جمع 200 كيس من الدم، وهم الأشخاص الذين سمحت حالتهم الصحية بالقيام بهذه العملية في الوقت الذي تم تسجيل حالات أخرى مصابة بالضغط الدموي وغيرها من الأمراض التي تمنعهم من التبرع، مضيفة أنه لا يهم إن استطاعت الوكالة الوطنية للتبرع بالدم من الوصول إلى العدد الذي كانت تصبو إليه من خلال هذه الحملة بقدر ما يهمها الأكياس التي جمعتها في ظل العدد الكبير للطلبات المسجلة على هذه المادة الحيوية. وكانت مشاركة الوكالة-تقول ذات المتحدثة- من خلال توفير فرق طبية من المستشفيات التي تملك مراكز حقن الدم، والذين سهروا على السير الحسن للعملية وكذا توفير الظروف المناسبة للتبرع والاستقبال الجيد للمتبرعين، مؤكدة في ذات السياق النقص الكبير في مادة الدم والراجعة حسبها إلى عزوف المواطنين عن القيام بها، مطمئنة هؤلاء أن الوسائل المستعملة معقمة وأحادية الاستعمال وعليه فغن التخوف لا مجال له. وجاءت هذه الحملة تحت شعار » مد لخوك الدم.. نحّي عليه الهم«، من أجل التحسيس بأهمية هذا العمل الإنساني الذي ينقذ من خلاله أرواح الكثيرين، خاصة وأن ثقافة التبرع المستمر بالدم غائبة لدى العديد من أفراد المجتمع، رغم أنهم لا يتوانون في القيام بها الأزمات، والمناسبات، في الوقت الذي يعتبر الدم سائلا حيويا ونادرا، يحتاج إلى تبرع مستمر حتى لا يحتاج المرضى إلى طلبات للحصول عليه، لتبقى هذه العمليات في الوقت الحالي الحل الوحيد لإنقاذ أرواح هؤلاء. من جهته، أكد عزيز صاولي نائب رئيس اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري لبلدية الجزائر الوسطى، أن إقبال المواطنين على التبرع بدمهم كان لا بأس به، مشيرا إلى أن المرضى وعبر مختلف المستشفيات في حاجة ماسة إلى هذه المادة الحيوية التي تنقذ أرواحهم، في حين باتت تشكل عبئا على الكثيرين وهو ما دفع بالهلال الأحمر ومن منطلق إنساني بحث إلى تنظيم هذه العملية التي تندرج في إطار البرنامج السنوي لهذه الهيئة الخيرية. وأشار ذات المتحدث أن اليوم الأول شهد مشاركة كل من مستشفى الدويرة وزميرلي، أما اليوم الثاني فكان بمشاركة كل من مستشفى مصطفى باشا وزميرلي، فيما ساهم في اليوم الأخير مستشفى مصطفة باشا وباب الواد، مشيرا إلى أنه سبق وأن نظّم الهلال الأحمر حملات مشابهة، بالإضافة إلى حملات أخرى حول مختلف الأمراض، مضيفا في ذات السياق أنه يعمل حاليا مع الوكالة الوطنية للدم لتنظيم حملة وطنية لجمع الدم. من جهتهم إستحسن العديد من المتبرعين الذين تحدثنا إليهم هذه المبادرة الإنسانية التي تهدف إلى إنقاذ حياة المرضى، خاصة وأنها تتقرب من المواطن، داعين إلى المداومة عليها، وهو ما أكدته سهام شابة كانت تتهيأ للتبرع بدمها من خلال الإجابة على بعض الأسئلة التي تطرح عليها من طرف المختصين، قائلة أنها متعودة على التبرع بدمها بساحة البريد المركزي، وعندما شاهدت تلك الخيم تقدمت للكشف الطبي، الذي أكد المشرفون عليه عدم وجود موانع لذلك لتقوم بعدها بالتبرع.