ما تزال الحكومة الفرنسية تسعى لتهدئة الأجواء المشحونة سياسيا وإعلاميا بين باريس والجزائر، رغم »اعتذار« هولاند للجزائر وإعرابه عن أسفه العميق الذي أثار ارتياح الجزائر رسميا. إذ يبدو أن قصر »الإليزي« لم يكتف بهذه النهاية، حيث سارعت المتحدثة باسم الحكومة إلى التأكيد بأن موضوع »مزحة« هولاند الثقيلة قد أغلق بشكل كامل، فيما أكد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أن الجدل الذي أثاره هذا الحادث أصبح وراءنا. كشفت تصريحات المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، نجاة فالو بلقاسم، عن استياء في أوساط حكومة جون مارك إيرو من الضجة الإعلامية والجدل السياسي الذي ما يزال يثيره التهكم الثقيل، الذي أطلقه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام المجلس التمثيلي اليهودي، حيث قالت في تصريح نقلته صحيفة »لوبوان« الفرنسية، إن » الموضوع قد انتهى وأغلق بشكل كامل، وأعتقد أن كل شيء قد قيل حقا«، في محاولة منها لتهدئة الأوضاع المشحونة سياسيا وإعلاميا بين الجزائروفرنسا. ويبدو أن تصريحات الناطقة باسم الحكومة الفرنسية موجهة بالأساس إلى التيارات السياسية المعارضة في فرنسا وفي مقدمتها حزب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي اليميني الذي يواصل شنه لحملة شتائم ضد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وصلت إلى حد وصفه ب »المنافق«، منتقدة طريقة إدارة »الإليزي« للعلاقات الخارجية الفرنسية مع الدول. وجاءت تصريحات نجاة فالو في أعقاب الأسف الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي لتأويل تصريحه الذي أدى إلى سوء التفاهم بين البلدين، وهو ما اعتبرته الجزائر بمثابة اعتذار وأبدت ارتياحها حياله، خاصة وأن هولاند اتصل هاتفيا أول أمس برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دون أن تتسرب أي تفاصيل حول مضمون تلك المكالمة. وضمن نفس مساعي الحكومة الفرنسية لوضع حد للضجة التي تركتها »مزحة« هولاند الثقيلة، صرح وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس قائلا» الجدل الذي أثاره هذا الحادث أصبح ورءنا«، مضيفا في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، ضمن لقاء جمعه بالصحافة الإسبانية خلال الزيارة الرسمية التي قام بها أول أمس إلى مدريد، »لا داعي أن نضيف الكثير من الحديث«.