فشلت وزارة التربية في التوصل إلى وقف الإضراب في اللقاء الذي عقدته زوال أول أمس مع نقابات القطاع، ولم تتمكن وإياهم من حسم الأمور بصورة نهائية، وقد ترتبت عن مجريات هذا اللقاء، الذي تخلف عنه رؤساء النقابات تشنجات كبيرة ومشاحنات بين الجانبين، وهو الأمر الذي لم يمكّن الوزارة وممثلي الوظيفة العمومية الحاضرين في اللقاء من توقيع محضر الاتفاق المُعدّ سلفا، وبهذا تُبقي النقابات على الإضراب، والاستمرار في ممارسة المزيد من الضغط من أجل افتكاك مطالبها، وتُفضل نقابة »كناباست« مراسلة الوزير الأول، عبر الاعتصامات الولائية التي نظمتها أول أمس. من جديد تعثرت أشغال اللقاء الذي عقدته وزارة التربية الوطنية زوال أمس مع نقابات القطاع، وتعذر عليها الوصول وإياها إلى النتائج المرجوة، التي تُمكّن من وقف الإضراب، وضمان عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة.وكانت أولى العقبات التي اعترضت اللقاء وفق ما تقول القيادات النقابية أن وزارة التربية أرسلت الدعوات للمشاركة في هذا اللقاء في وقت متأخر، والأمر الثاني أنها وفق ما يضيفون دائما أنها لم تُحدد بدقة الأشخاص القياديين في النقابات الموجهة إليهم هذه الدعوات، وهو الأمر الذي اعتمده رؤساء النقابات في تبرير غيابهم الحاصل عن هذا اللقاء ، الذي هو لقاء مصيري برأي الوزارة، ورأي أولياء التلاميذ. وما يمكن تسجيله عقب هذا اللقاء أن نقابات التربية الثلاث التي هي في إضراب متواصل كانت مواقفها متباينة بعض الشيء ، وبفروق بسيطة، أكثرها راديكالية في التمسك بمواصلة الإضراب نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست(، والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )سناباست(، وأكثرها مُرونة وبشروط مُحدد نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين )إينباف( . وفي سياق التقييم الجاري على مستوى النقابات الثلاث المعنية بالإضراب، صرح أمس عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام والاتصال مسعود بوديبة أن وزارة التربية دعت زوال أول أمس 10 نقابات إلى لقاء، جدول أعماله تقديم حصيلة حول مطالب النقابات، المرتبطة بالوظيفة العمومية، لكنها بعدما التحقت النقابات بالاجتماع أرادت أن تُحوّله إلى جلسة عمل تسمح بإمضاء محضر جماعي يقضي بوقف الإضراب، إلا أن النقابات الحاضرة، وفي مقدمتها نقابة »كناباست« رفضت هذا الأسلوب. ويواصل بوديبة: »بعد أخذ ورد واستفزازات كبيرة، قدم مدير المستخدمين الحوصلة المُعدة على مسامع ممثل الوظيفة العمومية، وبعدها فُسح المجال لطرح أسئلة النقابات، ووجدنا نحن فيها العديد من نقاط الظل، وإجابات الوظيفة العمومية فيها غير مقنعة«. وقال بوديبة: إن نقابته طالبت وبإصرار الالتزام بعقد جلسة ثلاثية بحضور ممثلي الوظيفة العمومية وممثل هذه الأخيرة لم يعارض الفكرة، وحتى ممثل الوزارة، وتعهد أن تتمّ هذه الجلسة في الساعات المقبلة. وقد كشفت النقابة للوزارة أن هذا اللقاء لن يوقف الإضراب، وإن أرادت وقفه عليها بتوجيه دعوة إلى جلسة عمل للتفاوض حول المطالب المُدونة في الإشعار بالإضراب، والعمل على تجسيدها والتكفل بها. ومن جهتها نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين كشفت في تصريح صحفي أصدرته زوال أمس أن مطالب أساسية مُتفق على تسويتها في المحضر المشترك أُسقطت، ممّا يجعلها تطالب باستدراكها، وإدراجها ضمن المحضر النهائي الذي سيُوقع بين الوزارة والوظيفة العمومية، والذي يجب أن يتضمن تسوية وضعية أساتذة التعليم الأساسي و معلمي المدارس الابتدائية الذين أنهوا تكوينهم بعد 03 جوان 2012 ، والأساتذة الذين هم قيد التكوين، مع تثمين الخبرة المهنية لاستفادة أساتذة التعليم التقني بالرتب المستحدثة رئيسي ومكون، موظفي المصالح الاقتصادية من المنحة البيداغوجية.وأحقية، وإدماج المساعدين التربويين في رتبتي رئيسي ومكون، وإحصاء من هم على أبواب التقاعد واستفادتهم من الرتب المستحدثة، والتحويل الآلي لمناصب الناجحين في الامتحانات المهنية، والترقية الآلية للرتب المستحدثة، وتفعيل الرخص المستحدثة، وفتح آفاق الترقية لمستشاري التغذية المدرسية، واستفادة معلمي وأساتذة التعليم الأساسي الذين ترقوا بين إدماجي 2008 و 2012 ، وإلغاء المادة 87 مكرر. ولوقف الإضراب نهائيا واستدعاء مجلسها الوطني اشترطت نقابة »إينباف« تسلّم المحضر المشترك في صيغته النهائية. أما نقابة »سناباست« ، فقالت عن نتائج اللقاء مع الوزارة أن به نتائج إيجابية وأخرى سلبية، وحصرت الأولى في المرحلة الانتقالية التي ستمتد إلى 2017 بالنسبة لترقية أستذة التعليم الثانوي إلى الرتب المستحدثة، فيما حصرت النتائج السلبية في ما يخص أساتذة التعليم التقني وعدم الفصل في منحة الجنوب. وقررت هذه الأخيرة مواصلة الإضراب لغاية انعقاد مجلسها الوطني نهاية الأسبوع الجاري.