أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن الجزائر ترغب دائما في الحل السلمي للخلافات مع الجارة المغربية، وذكر النظام المغربي أن الاختلاف حول كيفية استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية قائم منذ حوالي 40 سنة«، مضيفا أن هذالم يمنع البلدان من تبادل الزيارات. عاد لعمامرة في حوار مع قناة روسيا اليوم للحديث على العلاقات الجزائرية المغربية على هامش زيارة العمل التي قادته إلى روسيا، وقال إن الجزائر »تقيم علاقات طبيعية مع الأشقاء في المغرب وهي علاقات دبلوماسية وتجارية وثقافية ناهيك عن العلاقات ما بين الشعبين وما بين المواطنين في كلا البلدين«. وانتهز رئيس الدبلوماسية الجزائرية للرد على الاستفزازات المغربية الأخيرة قائلا »هناك أحيانا أمور تطرأ حبذا لو تفاديناها وعندما تحصل نحن دائما في الجزائر نرغب في الحل السلمي لكافة الخلافات«، منبها بأن اختلاف البلدين حول أمور سياسية يجب ألا يبرر »الآثار السلبية في العلاقات الثنائية بين دولتين جارتين«.وذكر لعمامرة النظام المغربي بأن الاختلاف حول كيفية استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية »قائم منذ حوالي 40 سنة لكن هذا لم يمنع الجزائر والمغرب من تبادل الزيارات والمشاركة في إنشاء الإتحاد المغاربي وفي عدد من اللقاءات في المحافل الدولية«، مبرزا رغبة الجزائر »في تطوير العلاقات الثنائية وتنشيط العمل المغاربي«، مشيرا إلى أن ذلك »من شأنه المساهمة في إنشاء جو إيجابي في كل المنطقة« .وجدّد وزير الخارجية الموقف الجزائري القائم على تمسك حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ورأى أن ذلك يقتضي طبقا لفلسفة الأممالمتحدة تفاوض الطرفين المتنازعين وهما المملكة المغربية وجبهة البوليساري وحول هذا الملف. وأوضح لعمامرة أن »هذا ما يحصل حاليا عن طريق المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية كريستوفر روس للاحتكام فيما بعد إلى إرادة الشعب الصحراوي من خلال استفتاء تقرير المصير حر ونزيه«، مفندا ما تدعيه المملكة المغربية حول دخول الجزائر على خط النزاع بالقول »الجزائر ليست طرفا في هذا النزاع وليست هي التي تملي على أي طرف كيف يجب أن يتصرف أثناء الاستفتاء«، مضيفا أن الجزائر »وفية لتاريخها المعاصر وهي التي نالت استقلالها بعد حرب تحريرية ضروس وبعد قبولها بفكرة تقرير المصير بالرغم من أنها قدمت قوافل من الشهداء على درب الاستقلال والحرية«.ونصح لعمامرة المغرب ضمنيا بترك الشعب الصحراوي يقرر مصيره بنفسه، بعدما قال إن »الطريقة المعقولة في تجاوز خلافات من هذا النوع هي دائما الاحتكام إلى إرادة الشعب المعني«.