قدّمت، أمس، مصالح الدّرك الوطني أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة البليدة، أربعة أشخاص تورّطوا في تهريب الوقود بطريقة جديدة، بتعبئتها بداخل دلاء ذات سعة من 5 إلى 30 لترا، موضوع عليها ملصقات مزوّرة للإفلات من الرقابة، تعتمد في نقله على مركبات »لونساج« وبوصلات طلب مزوّرة، حيث تمّ حجز أكثر من 14 ألف لتر من الوقود داخل ورشتين مختصّتين في صناعة مواد الدهن بالبليدة. الكشف عن القضية تمّ إثر حصول فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالبليدة على معلومات مفادها أن مهربي مادة المازوت للمغرب انتهجوا طريقة جديدة لتهريب هذه المادة، حيث يتم تهريبها بعد ملئها بدلاء سعة 05 لتر ليتم شحن كمية معتبرة على متن مركبات »فورقونات« للنقل العمومي وباستئجار المستفاد منها في إطار تشغيل الشباب، على أساس أنّها مادة زيت ويتم توجيهها ليلا من مدينة الصومعة بالبليدة نحو مدينة مغنية ولاية تلمسان، سالكين الطريق السيار شرق- غرب. العملية بدأت من خلال تكثيف المراقبة على جميع المركبات التجارية على مستوى السدّ الثابت لمحول بني مراد، المقام من طرف سرية امن الطرقات للدرك الوطني بالبليدة، حيث تم توقيف في أوقات مختلفة 03 مركبات للنقل العمومي معبّأة بمادة بنزين مكثّف وزيت الكتّان، متجهين إلى مدينة مغنية بتلمسان، المركبة الأولى من نوع »رونومستار« تحمل ترقيم الجزائر العاصمة، على متنها 675 دلو بنزين و50 دلو زيت يقودها مالكها المسمى »د. م« البالغ من العمر 31 سنة والمركبة الثانية من نوع »رونو مستار« على متنها 600 دلو بنزين و50 دلو زيت، يقودها مالكها »ع. ش« 30 سنة يحوز فاتورة شراء محررة شهر فيفير الجاري من طرف »أ. س« القاطن بباب العسة ولاية تلمسان، والمركبة الثالثة من نوع »مرسيدس« ملك للمسمى »ب. ح« الساكن بباب الواد ولاية الجزائر وعلى متنها 600 دلو بنزين و50 دلو زيت، يقودها المسمى »ع.ب«. تم توقيف المركبات المذكورة وعلى متنها الوقود الجاهز للتهريب كما تم اقتياد السائقين إلى مقر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالبليدة لمواصلة التحقيق، حيث تبيّن بأن البضاعة سالفة الذكر مصدرها شخص واحد حسب ما هو مدوّن في الفواتير ويتعلق الأمر بالمسمى »أ.س«، وموجهة لشخص واحد المسمى »م.ح«، أما بخصوص الفواتير التي بحوزة كل من السائقين فمن خلال المعاينة تبين بأن رقم السجل التجاري ورقم البطاقة الجبائية للمعني تختلف في الفاتورة الأولى والفاتورة الثانية. من خلال تعميق الأبحاث والتحريات توصل الدركيون إلى اكتشاف ورشتين لتعبئة الوقود باستعمال عتاد مخصّص لذلك، تقع الورشة الأولى بمدينة الصومعة بولاية البليدة، والورشة الثانية تقع بمدينة موزاية، مختصّتين في صناعة مواد الدهن ، أسفر تفتيشهما عن معاينة براميل حديديا، صهاريج بلاستكيين معبئة بمادة المازوت، زيت الكتان والبنزين المكثف، علب كارثونية، علامات إشهارية خاصة بزيت الكتان، لافتات تحمل علامات مختلفة منها زيت الدهن، البنزين النموذجي ومنظّف الزجاج، حيث تم حجز جميع العتاد المذكور أعلاه وأكثر من 14 ألف لتر من الوقود، وكذا تقديم أربعة أشخاص موقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة البليدة، فيما لا يزال أحدهم في حالة فرار.