حذر المشاركون في افتتاح الندوة الفكرية الشبابية الرابعة من سقوط الأوطان تحت مسمى إسقاط الأنظمة، ودعوا إلى تأسيس جبهة عربية لمواجهة الإرهاب، كما ابدوا رفضهم كل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، مجمعين على أنه تم تهميش الصراع مع الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى تصفية القضية الأم فلسطين. أكد المشاركون في الندوة الفكرية الشبابية العربية التي احتضنها فندق الكومودور بالعاصمة اللبنانية بيروت والممثلة ب18دولة عربية على أهمية التواصل بين الشباب العربي في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأقطار العربية، وطرح آرائهم بكل حرية والاستماع إلى الآراء المختلفة من اجل الوصول إلى ملامح الصورة الكاملة لحال الأمة العربية اليوم. وتباينت آراء الشباب المشارك حول مصطلح الربيع العربي بين مؤيد ومعارض ، حيث رأى طرف أن الحراك الذي شهدته الدول العربية أتت أكلها في تونس ومصر إلا أن السوريين والليبيين أوضحوا أن التغيير خلق الفوضى والإرهاب، مبرئين الإسلام من الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسمه. وطغى الوضع السوري على أشغال الندوة، حيث صبت جميع المداخلات في حالة التخبط الداخلي والمعاناة التي يعيشها السوريون والتي خلفت ألاف القتلى واللاجئين. وحذرت الندوة من سقوط الأوطان تحت مسمى إسقاط الأنظمة، واقر المشاركون بتهميش الصراع الصهيوني، داعين على ضرورة تبني مشروع نهضوي يحرص على نهج المقاومة ضد الاحتلال ورفض التدخل الأجنبي وينشد العدالة الاجتماعية والتنمية. وفي هذا السياق، أبرزت الندوة خطر الطائفية والمذهبية والعرقية على وحدة العرب، مشيرة إلى مظاهر التقسيم التي شهدها السودان والمحاولات في العراقوسوريا ولبنان وليبيا، مقرة بنجاح العدو في إشغال كل قطر عربي بهمومه ونسيان الوحدة العربية والقضية المركزية الفلسطينية، لتدعو إلى مواجهة مخطط تصفية القضية الفلسطينية ورفض التدخل الخارجي إلى جانب تأسيس جبهة عربية موحدة لمكافحة الإرهاب. وتخللت الندوة التي تزامنت مع إحياء ذكرى الوحدة العربية بين سوريا ومصر و التي جاءت بعنوان شباب الأمة والمشروع النهضوي سبع مداخلات تضمنت مواضيع ضرورة النهضة، الديمقراطية، الوحدة العربية، الاستقلال الوطني والقومي، التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية، التجدد الحضاري، إلى جانب في آلية تحقيق المشروع النهضوي العربي. وابرز الدكتور معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في تصريح لصوت الأحرار على هامش الندوة العربية الشبابية الرابعة الهدف من تنظيمها ، حيث حدده بتحقيق اكبر قدر ممكن من التواصل بين شباب الأمة والتعرف على آرائهم ومشروع نهضتهم تسعى إلى وجود فضاء يتبادل فيه تجاربهم وأرائهم وأفكارهم من اجل نهضة الأمة ووحدتها، مشيرا إلى تميز هذه الندوة بعدد المشاركين والتمثيل الواسع للبلاد العربية.ورأى بشور أن هذه الندوة أعمق رؤية للقضايا المطروحة، ليضيف أن كل ندوة تتراكم على ما قبلها وتستفيد من ثغراتها، مشيرا إلى إمكانية تحويل الندوة من إطار تبادل أفكار لإطار عمل يشكل قاعدة للوحدة الشعبية، مبديا أمله في أن تتحول إلى مؤتمر سنوي ووضع آلية لتحويل هذا التواصل من مناسبة سنوية إلى مواكبة يومية للمستجدات وتقف أمام تحديات التي تواجهها الدول العربية.