أعلن رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد، أمس، عدم ترشحه للرئاسيات المقبلة، مؤكدا بأن الوقت غير مناسب أمام طفرة المترشحين لتقديم مترشح توافقي، وأضاف أنه بعد إعلان القائمة النهائية للمترشحين لسباق الرئاسيات القادمة سيتم الحسم في قرار دعم أو مساندة المترشح المناسب الذي يكون برنامجه متقاطعا مع برنامج الحزب، مشددا على معارضة تشكيلته لمقاطعة هذه الاستحقاقات والتصويت بالورقة البيضاء. اختلف موقف رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، عن انتخابات ,2009 حيث حسم هذه المرة موقفه بعدم خوض معركة استحقاقات 17 أفريل المقبل، مؤكدا، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر حزبه، أمس، أن المكتب الوطني قرر في اجتماعه الأخير عدم تقديم مرشح عن الحزب في هذا الموعد الهام، مبررا موقفه بعدم وجود شخص توافقي وأن الوقت غير مناسب لذلك. وفي سؤال حول من هو المترشح الذي سيسانده الحزب خلال هذه الرئاسيات، أجاب محمد السعيد أن تشكيلته السياسية ستحسم في قرار دعم ومساندة المترشح المناسب بعد إعلان المجلس الدستوري عن القائمة النهائية للمترشحين، بحيث سيتم الاختيار ? حسبه- على أساس مسار المترشحين وبرنامجه الذي يكون متقاطع مع برنامج الحزب، في حين أكد أنه في حالة عدم وجود الشخص المناسب سيتم التصويت بالورقة البيضاء، وشدد في هذا الصدد على معارضته لمقاطعة هذه الاستحقاقات باعتبار أن حزبه يطالب دائما بالديمقراطية . وعلق رئيس حزب الحرية والعدالة على قرار إعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للمشاركة في الرئاسيات المقبلة، قائلا »له الحق في المشاركة في الرئاسيات المقبلة كحق دستوري إذا توفرت فيه شروط قدرته على الترشح«، كما أكد أن من حقه اختيار الوزير الأول عبد القادر سلال مديرا لحملته الانتخابية على أن يتفرغ كليا لهذه المهمة في إطار القانوني المنصوص عليه، متسائلا عن سبب نيابة سلال ورئاسة الجمهورية في إعلان ترشح الرئيس لعهدة رابعة. وفي بيان تلاه رئيس الحزب، أكد أن المكتب الوطني اجتمع يومي الجمعة والإثنين الفارطين لاستعراض ما استجد في ملف الرئاسيات والوضع السائد على حدودنا، مؤكدا أن المكتب قرر التحفظ على انفراد الإدارة بتنظيم الانتخابات الرئاسية لما عرفت به في السابق من تحيز، كما عبر عن قلقه إزاء انزلاق الخطاب السياسي إلى مستوى »خطير«، قائلا أنه بين مرة أخرى الحاجة الملحة إلى التعجيل بالتغيير يدفع فيه المجتمع بأكثر رجالاته نزاهة وكفاءة لتولي زمام الأمور. وأشار محمد السعيد أن التسابق إلى الرئاسة انحرف لأول مرة منذ الاستقلال إلى درجة تهديد الوحدة العسكرية، قائلا إن صيانة وحدة الجيش والأمن أهم من انتخابات تثير مخاوف المواطنين لما يتقاذفها من حسابات وأهواء »ميكيافيلية«، وأشار إلى أن إجراء الانتخابات في جو متوتر مجهول العواقب ومنع دعاة المقاطعة من المشاركة في الحملة الانتخابية لا يفتحان الطريق أمام التغيير السلمي الذي ينتظره المواطن بعد 17 أفريل، داعيا في هذه المرحلة الحساسة كل الفاعلين السياسيين للتأمل في تجارب الماضي واستخلاص العبر والدروس.