ننتظر القائمة النهائية للمترشحين لتدعيم أحدهم وقد نصوت بورقة بيضاء أرجأ حزب الحرية والعدالة الفصل في موقفه النهائي من الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى ما بعد تقديم القائمة النهائية للمرشحين من قبل المجلس الدستوري، وأكد رئيسه محمد السعيد أن الحزب لن يقدم مرشحا عنه وقد يدعو للتصويت بالورقة البيضاء. أكد محمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة أمس في ندوة صحفية بالمقر الوطني بالعاصمة أن حزبه لن يقدم مرشحا عنه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وانه ينتظر إعلان المجلس الدستوري عن القائمة النهائية للمرشحين حتى يتخذ الموقف المناسب من هذا الاستحقاق، وقال محمد السعيد أن ذلك لا يعني بالضرورة دعم مرشح معين، فإذا وجد الحزب مرشحا تتوفر فيه الشروط التي يراها ضرورية لقيادة البلاد فإنه سيدعمه، أما إذا لم يعثر على مرشح بهذه الصفات فإنه سيطلب التصويت بالورقة البيضاء. وعبر المتحدث عن قلقه من انزلاق الخطاب السياسي إلى مستوى خطير فقد فيه بعض أصحابه كل شعور بالمسؤولية، وتغلبت فيه الحسابات الشخصية على اعتبارات الدولة، واعتبر ما صدر في الصحافة الوطنية من تهم وتراشق كشف عمق الأزمة الأخلاقية التي تعيشها قوى سياسية يفترض أن تكون قدوة يحتذى بها في الخطاب والسلوك. ورفض محمد السعيد التعليق على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقال أن الترشح حق دستوري لكل مواطن ومواطنة تتوفر فيه الشروط المطلوبة، بالمقابل انتقد انفراد الإدارة بالإشراف على العلمية الانتخابية، كما دافع أيضا عن حق المقاطعين في إسماع صوتهم للشعب خلال الحملة الانتخابية. وعاد رئيس حزب الحرية والعدالة لما اتسمت به الساحة السياسية في الأشهر الأخيرة من ترقب وقلق سياسي كما وصفه، عندما قال أن الجميع كان ينتظر ما سيقدم عليه الرئيس الحالي، وظلت الحياة السياسية معلقة على ما سيقوم به، لذلك يقترح في التعديل الدستوري المقبل أن يعلن الراغبون في الترشح عن ترشحهم أسبوعا فقط بعد استدعاء الهيئة الناخبة حتى يتمكن المواطنون من معرفة المرشحين و فرزهم، وقال هذا درس لابد أن نعيه جيدا ونستخلص منه العبرة. واعتبر المتحدث في ذات السياق أن التسابق نحو الرئاسة انحرف لأول مرة مند الاستقلال إلى درجة تهديد وحدة المؤسسة العسكرية ومن ثمة تعريض الاستقرار الوطني وأسس التماسك الاجتماعي، وقال أن صيانة وحدة الجيش والأمن أهم من انتخابات تثير مخاوف المواطنين لما يتقاذفها من أهواء وحسابات ميكيافيلية، وما يلفها من مناورات تسيء تقدير انعكاساتها على الرأي العام، ولا تراعي حساسية الوضع الإقليمي.. وعليه دعا حزب الحرية والعدالة على لسان رئيسه كل الفاعلين السياسيين وأساسا السلطة للتأمل في تجارب الماضي القريب من تاريخ البلاد، واستخلاص الدروس من الانتفاضات التي تتوالى في محيطنا العربي والدولي لتفادي أي شرخ في جدار التضامن الوطني قد يضعف أسس الدولة وأركان الوحدة الوطنية.