توسعت رقعت الحركة الاحتجاجية لتلاميذ الأقسام النهائية لتمد إلى ولاية بجاية التي ينظمونها منذ أيام عبر الولايات لتمتد إلى مختلف بلديات ولاية بجاية بعد العاصمة والمدية، والتي تحولت إلى أعمال شغب واعتداءات حيث خرج أول أمس، مئات الثانويين بكل من ولاية بجاية والعاصمة مطالبين بتحديد عتبة الدروس قبل نهاية شهر أفريل، فيما تحاول وزارة التربية احتواء الوضع تجنبا للسنة البيضاء من خلال دعوة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى حل المشاكل التي يعرفها القطاع بالحوار، والاستجابة لمطالبهم المتعلقة ببرنامج استدراك الدروس الضائعة على أن تتخذ في إطار تشاوري بين التلاميذ والأساتذة ومدراء المؤسسات التعليمية. حركة احتجاج تلاميذ الأقسام النهائية إلى مختلف بلديات ولاية بجاية بعد العاصمة ومدية، حيث حاولت مجموعة من تلاميذ ثانويات الولاية مجددا ظهر الخميس الفارط التعدي على مقري مديرية التربية والولاية عن طريق الرمي بالحجارة قبل أن يتمكن عناصر حفظ الأمن من دفع هذا الهجوم، وقد تجمعت مجموعات من الشبان حول مبنى مديرية التربية والولاية المتجاورين، وقامت برمي المقرين بالحجارة مما تطلب تتدخل قوات الأمن المكلفة بحماية هاتين المؤسستين لتفريقهم باستعمال الغازات المسيلة للدموع. وقد لجأ المحتجون إلى الشوارع المجاورة وحي »الناصرية « ومفترق طرق »سيدي أحمد«، حيث قاموا بنصب حواجز متنوعة محاولين من حين لآخر العودة إلى شارع الحرية الذي يحتضن مقري مديرية التربية والولاية، وتسببت هذه الحركة الاحتجاجية في عرقلة حركة المرور بوسط المدينة فيما سارع التجار إلى غلق محلاتهم. وفي هذا الصدد، تدخل مدير التربية للولاية من جديد على أمواج إذاعة بجاية، لطمأنة تلاميذ السنة النهائية بشأن الاستجابة لمطالبهم، مؤكدا أن القرارات المتعلقة ببرنامج استدراك الدروس الضائعة »ستتخذ في إطار تشاوري بين التلاميذ والأساتذة ومدراء المؤسسات التعليمية«، ومن جهته دعا الوالي أولياء التلاميذ للتدخل من أجل وضع حد لأعمال العنف، معتبرا أن هذه الأعمال هي من صنع أشخاص لا علاقة لهم بالمنظومة التربوية، وذكر في هذا الصدد أن الشرطة قامت بتوقيف أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات وأشخاص في سن 25 سنة لا علاقة لهم بالإشكال المطروح اليوم. ومن جهتهم، يواصل تلاميذ الأقسام النهائية على مقربة من ملحقة وزارة التربية الوطنية بالقبة، احتجاجهم لليوم الخامس على التوالي، مطالبين بتحديد عتبة الدروس قبل نهاية شهر أفريل، وأعرب عدد من طلبة الثانويات الذين تجمعوا »حوالي 250 طالب ثانوي«، على مقربة من هذه الملحقة عن استيائهم لعدم تحديد عتبة الدروس من قبل الوزارة الوصية، مؤكدين أنهم في إضراب مفتوح حتى يتم الاستجابة لهذا المطلب. واعتبر الطلبة المحتجون أن تحديد العتبة أمرا ضروريا ومصيريا وذلك حتى يتسنى لهم التفرغ لمراجعة الدروس المدرجة تحضيرا لامتحانات شهادة الباكالوريا، مؤكدين أن إكتظاظ الدروس وكثرة المواد وكذا طريقة تلقين هذه الدروس دون شرح ولا تمرينات حالت دون استيعابنا وفهمنا لها مما يضعف أكثر فأكثر من مستوانا الدراسي، وأضافوا أن الطلبة يرفضون أن يدفعوا ثمن تأخر الدورس الذي تسبب فيه الأساتذة في إضرابهم الأخير والذين يحاولون إكمال البرنامج بسرعة عن طريق تلقين عدة دروس للتلاميذ في غضون ساعة واحدة فقط. وكان قد توقف التلاميذ بالعديد من مؤسسات التعليم الثانوي بولاية المدية صبيحة الأحد الفارط، عن الدراسة احتجاجا على القرار المتعلق بتأجيل عطلة الربيع واستخلاف الدروس الضائعة عقب إضراب الأساتذة الأخير، وتجمع مئات التلاميذ التابعين لثانويات »بوزيان« و»زرواق« و»بن شنب« أمام مقر مديرية التربية قبل تنظيم مسيرة عفوية عبر الشوارع الرئيسية بوسط مدينة المدية، مطالبين بضرورة إشراكهم في كل قرار يهمهم، وأشاروا إلى أن معظم المؤسسات التي يزاولون دراستهم فيها لم تكن معنية بالإضراب الأخير. وفي هذا الصدد، كان قد دعا الوزير الأول عبد المالك سلال الأربعاء الفارط ببومرداس، إلى حل المشاكل التي يعرفها قطاع التربية الوطنية بالحوار، مبرزا استعداد الحكومة للتعاون مع كل النقابات المعتمدة لرفع العوائق، وأضاف في هذا السياق أن الحكومة مستعدة لاتخاذ كل التدابير لحل مشاكل الأساتذة والتلاميذ لكن الأولوية للحوار، كما طمئن تلاميذ الثانويات وأوليائهم بالتأكيد بأن » الإضراب الذي شهدته مؤسساتهم التربوية لن يؤثر على دراستهم ونتائجهم وان إجراء امتحانات الباكالوريا سيتم بصفة عادية دون تأثير سلبي«، واستطرد قائلا » أؤكد من هذا المنبر بصفة رسمية أن التلاميذ سيحوزون على عطلة بصفة عادية والبرامج الدراسية ستطبق كما هي مسطرة«، مضيفا أن امتحانات آخر السنة ستجرى بصفة عادية ولن يكون أي تأثير سلبي على أبنائنا. ومن جهته كان وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد قد استقبل يوم الثلاثاء الفارط وفدا من طلبة الثانويات لمعرفة مطالبهم، حيث تمت الاستجابة لكل مطالبهم فيما عدا تحديد عتبة الدروس، وقررت الوزارة وضع برنامج لتعويض الحصص الضائعة وإنجاز ما تأخر من محتويات البرامج مع المحافظة على التدرج التربوي للنشاطات التعليمية، ومن بين المطالب التي استجابت لها الوزارة بقاء تواريخ العطلة الربيعية وامتحانات نهاية الأطوار الثلاثة »إبتدائي ومتوسط وثانوي« بدون تغيير وكذا عدم خروج مواضيع امتحان شهادة البكالوريا عن الدروس المقررة.