تولى وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني أمس مهام تسيير أعمال الحكومة المؤقتة لحين اختيار رئيس وزراء جديد و ذلك بعد سحب الثقة من رئيس الوزراء على زيدان فيما باشر الجيش الليبي عملية فك الحصار على موانئ النفط التي كانت تحت سيطرة مجموعات مسلحة. أدّى وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني اليمين القانونية أمام المؤتمر الوطني العام وذلك بعد تكليفه بمهام تسيير أعمال الحكومة المؤقتة المقالة لحين اختيار رئيس وزراء جديد فى ظرف 15 يوما. وجاء تعيين رئيس وزراء جديد مؤقت فى ليبيا بعد نجاح المؤتمر الوطني العام مساء أمس الأول فى حجب الثقة عن رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان ب124 صوتا من أصل 194 عضوا بعد فشلهم عدة مرات فى إسقاطه لعدم توفر النصاب. وحسم البرلمان الليبي في مسألة تنحية زيدان نتيجة تصاعد الاستياء الشعبي من »سوء أدائه« في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية خاصة ما يتعلق بحادثة الناقلة الكورية الشمالية »مورنينغ غلوري« التي تسللت مؤخرا إلى ميناء السدرة الليبي ونجحت في تحميل النفط بطريقة غير شرعية والإبحار إلى المياه الدولية من دون اعتراضها من جانب البحرية أو سلاح الجو الليبيين على رغم من تصريحات رئيس الوزراء المعزول زيدان وكبار المسؤولين في الحكومة المقالة بأنها تسيطر على الوضع وأن الناقلة محاصرة من قبل القوات الليبية. ويعد الخلاف حول إدارة المرحلة الانتقالية وفشل حكومة زيدان وضع حد للانقسام حول كيفية تحقيق ذلك أحد الأسباب في إصابة العملية السياسية بالشلل وهو ما يؤكّده تقرير قدمه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للدعم في ليبيا طارق متري إلى مجلس الأمن الدولي ونشرته المنظمة الدولية أمس. وجاء في التقرير، أن »المحاولات الحثيثة لحل الخلافات والوصول إلى اتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية لم توفق في وضع حد للانقسام الذي تسبب بشلل العملية السياسية« ما أدى إلى »إحباط متصاعد لمشاعر الليبيين حيال العملية السياسية« حسب متري. وبخصوص وجهة زيدان الذي غادر أمس الأول ليبيا، قال رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات في تصريح صحفي، إن رئيس الوزراء الليبي المعزول علي زيدان قضى في مالطا ساعتين في وقت متأخر يوم الثلاثاء في طريقه إلى أوروبا، حسب ما نقلته وكالة رويترز. وقال موسكات إنه أجرى محادثة قصيرة مع زيدان عندما توقفت طائرته للتزود بالوقود قبل أن يتوجه إلى دولة أوروبية أخرى. وكان الإدعاء الليبي قد أصدر في وقت سابق قرارا يمنع رئيس الوزراء المعزول من السفر للخارج لأنه يخضع للتحقيق في اتهامات بالفساد، وقال النائب العام الليبي عبد القادر رضوان إنه سيجري التحقيق مع زيدان الذي خسر تصويتا في البرلمان أدى الى سحب الثقة منه وتوجيه تهم بالفساد المالي ومخالفات أخرى. هذا وباشرت قوات الجيش الليبي و»الثوار« المنضوون تحت شرعية رئاسة الأركان التحرك باتجاه المواني النفطية الواقعة تحت سيطرة مجموعات مسلحة تنتمي إلى جهاز حرس المنشآت النفطية لفك الحصار عليها. وأعلن مسؤول عسكري ليبي أن طلائع هذه القوات تمكنت من بسط سيطرتها على مدينة سرت ومطارها القرضابية الذي كانت آليات تتبع لمجموعات مسلحة يقودها إبراهيم الجضران قد دخلته منذ أشهر. وحسب مصدر عسكري ليبي فإن قوات الجيش توجهت أمس نحو الشرق لاستكمال مهمتها والسيطرة على المنشآت والموانئ النفطية في مناطق رأس الأنوف والسدرة والبريقة تنفيذا لقرار القائد الأعلى للجيش الليبي بهذا الخصوص.