تقيم دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع اليوم حفل توقيع للكاتب الجزائرى واسينى الأعرج لروايته الصادرة عن الدار »ذاكرة الماء»، وذلك على خشبة مسرح عمون بمصر فى تمام الساعة السادسة مساء.ويبدأ حفل التوقيع، وهو حفل انطلاق الدار أيضًا، بافتتاحية غنائية يقدمها االمطرب عبد الرحمن القيسى، العازفان بهاء الشوبكى وأُبو البيطار. ويلقى محمد غبارى المدير العام لدار موزاييك كلمة المؤسسة، فيما يحاور الشاعر سلطان القيسى الكاتب الجزائرى حول روايته ومنجزه وشخصه، ويقدم الحفل عبد الله مبيضين وروزان القيسى. سبق وان احتفلت السنة الفارطة دار الآداب بتوقيع أحدث روايات الأديب والروائي الجزائري واسيني الأعرج، وهما «أصابع لوليتا»، و«مملكة الفراشة»، في جناج الدار بمعرض الدوحة الدولي للكتاب. كما فازت رواية »أصابع لوليتا» السنة الفارطة، بالدورة السابعة لجائزة »الإبداع الأدبي»، التي تنظمها مؤسسة الفكر العربي ببيروت لبنان، نظرًا ل»احتواء الرواية مواضيع تضع القارئ في صميم الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي العربي بالإضافة إلى طرحها قضايا عدة منها العنف والإرهاب والاضطهاد السياسي والمنفى والهوية والحب والمرأة ومسألة الكتابة والعلاقة باللغة». عالج واسيني الأعرج هذه المواضيع عبر تقنيات سردية فيها من الجدة والإبداع ما يستحق التنويه به، كما أن في الرواية من التناص واستلهام الأدب العالمي ما يهيئها للاحتفاء بها كتجربة إبداعية روائية. ومن أجواء الرواية: «نفقد كل شيء. كل شيء بلا استثناء، حتى صراخنا الأول الموشوم في الذاكرة، إلا اللغة التي تستمر طويلًا قبل أن تتهاوى كأوراق الخريف. ثم ندفن شيئًا من أجسادنا في قبر من نحب. قبل أن تأتي الانكسارات المتتالية على ما تبقى من الجسد. تترنح اللغة طويلًا بين أيدي الآخرين قبل أن تنسحب هي أيضًا من المشهد القاسي، ونُطوى في مكتبة الأقدار الضخمة». وكان «الأعرج» قد وقع روايته الأخرى «مملكة الفراشة»، في أرض المعارض في الشارقة، ضمن فعاليات معرض الإمارة الدولي للكتاب، بالإضافة إلى مشاركتها في معرض Silaبالجزائر في الفترة الماضية، وهي الرواية التي تلمس فيها لغة رائعة ورشاقةفي التعبير عن معاناة شعب من حرب أهلية بغيضة وماتلاها من حرب الاغتيالات. كتب «الأعرج» فيها: «منذ زمن وأنا أقاومك ولكن الشتاء يفتح شهيتي للحماقات، كلما عاد، شعرت بنفسي ممتلئة بك، ولا أستطيع مقاومة شهوة الكلمات. البرد والأمطار والثلوج والإيقاعات الحزينة تقربنا من بعض لدرجة النسيان والتلاشي، لو تدري كم أحبك وكم أن عودة الشتاء تؤذيني لأني أخاف فقدانك وأسأل نفسي ماذا يحصل لي لو فقدت وجهك وسرق الموت أحدنا؟». يشغل المؤلف الجزائري منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، كما يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي، فعلى خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائمًا عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها.