باشرت مؤخرا الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره »عدل« حملة لإصلاح المصاعد المُعطلة على مستوى جل أحيائها المنتشرة في عديد الولايات، حملة تأتي عشية الاستحقاق الرئاسي المرتقب في 17 أفريل المقبل وتخص مئات المصاعد منها من دامت فترة عطلها أكثر من السنتين..رغم ذلك استبشر قاطنو العمارات المعنية خيرا في هذه الخطوة التي انتظروها طويلا. تشهد مختلف أحياء الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره على مستوى الجزائر العاصمة بما فيها حي السبالة، أولاد فايت، بابا أحسن، العاشور، باب الزوار وغيرها..حركة غير مسبوقة في هذا المجال بعدما أصبح بعض التقنيين يترددون على العمارات من أجل معرفة سبب العطل وإصلاح ما يُمكن إصلاحه، وهو ما فاجأ الساكنين بهذه الأحياء، باعتبار أن الاحتجاجات والرسائل العديدة التي وُجهت لمختلف المسؤولين والتي تستنجد بهم من أجل إصلاح هذه المصاعد ووضع حد لمعاناة السكان لم تجد نفعا، إلا أن الانتخابات الرئاسية، يقول أحد المواطنين، عجلت في الأمر ودفعت بمسؤولي الوكالة إلى النظر في مشكل المصاعد الذي أتعب قاطني هذه الأحياء. وحسب مصادر من وكالة »عدل«، يوجد من هذه المصاعد التي يصل عددها ال800 مصعد مُعطل عبر كامل الأحياء، التي تعطلت منذ أكثر من سنتين ومنها من تعطلت منذ سنة ونصف أو سنة واحدة وأخرى ستة أشهر..، ما جعل قاطني العمارات المعنية يعيشون حالة من الغليان باعتبارهم ملوا وعود المسؤولين الذين يُرددون دائما أغنية »سنجتهد من أجل إصلاحها في أقرب وقت«، علما أن الساكن الواحد يدفع شهريا أكثر من 2500 دج عن الخدمات التي من المفروض أن توفرها الوكالة. وتأتي هذه الخطوة من قبل »عدل« بعدما شهدت العمارات المعنية على مدى الأشهر الماضية مشاهد مُؤثرة جدا كتلك العجوز المريضة مثلا التي تسكن في الطابق الثامن وهي تُصارع سُلم العمارة طابق تلو الآخر نفس الشيء بالنسبة للمرأة الحامل التي يُمنع عليها تماما السُلم في الأشهر الأربعة الأولى ضف إلى ذلك معاناة الأطفال الصغار والشيوخ، وقد توصل الأمر بأحد القاطنين إلى حد أخذ زوجته الحامل إلى بيت عائلته التي تسكن في الطابق الأول تفاديا لأي خطر قد يحدث لها في سكنات، يعرف العام والخاص، أنها اعتُبرت عند إطلاقها سنة 2001 كمشروع نموذجي وحديث. في سياق ذي صلة، كان وزير السكن والعمران، عبد المجيد تبون، اتهم في تصريحات سابقة وردا على سؤال شفهي تقدم به أحد نواب المجلس الشعبي الوطني حول معاناة قاطني هذه الأحياء مع التوقف المتكرر للمصاعد بعض القائمين على القطاع في وقت سابق بإبرام صفقات غير صالحة مع مؤسسات اسبانية وأمريكية لاقتناء مصاعد من نوعية رديئة واعترف بوجود أحياء جديدة سلمتها الوكالة تعاني من نفس المشكل، وعليه، التزم باتخاذ كافة الإجراءات من أجل إيجاد حلول عاجلة، وقد لجأت الوكالة بعد هذه التصريحات إلى إصلاح بعض المصاعد لكن سرعان ما عادت الأمور إلى مجراها الأول، لتنطلق من جديد مؤخرا في حملة قد تحمل الحل الذي ينتظره السكان.