أدى صبيحة أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اليمين الدستورية وفقا لما تنص عليه المادة 75 من الدستور وباشر بعدها مهام العهدة الرئاسية الرابعة بعد انتخابه بالأغلبية الساحقة في رئاسيات 17 أفريل، وقد بدا بوتفليقة في صحة أحسن من تلك التي ظهر بها آخر مرة.. وبعد أدائه اليمين وجه الرئيس المُنتخب خطابا للأمة واكتفى بقراءة الجزء الأول منه وذلك بحضور شخصيات تاريخية ووطنية وإطارات سامية وقيادات من الجيش الوطني الشعبي وممثلي عن مختلف الشرائح السياسية والاجتماعية. كانت الساعة تُشير إلى العاشرة و35 دقيقة من صبيحة أمس عندما وصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ساحة قصر الأمم بنادي الصنوبر أين تم استقباله باستعراض قدمته فرق من الحرس الجمهوري، في وقت كانت فيه قاعة قصر الأمم تغص بالحاضرين الذي جاوز عددهم ال1500 مدعو يُمثلون مختلف الهيئات العليا للدولة وشرائح المجتمع، وكان هؤلاء يُتابعون الاستعراض على ثلاث شاشات كبرى موجودة داخل القاعة ويتفاعلون بالتصفيق مع كل حركة يقوم بها الرئيس، وقد دام الاستعراض 10 دقائق ليقوم بعدها بوتفليقة بتحية مستقبليه بما فيهم رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي، الوزير الأول بالنيابة، يوسف يوسفي، نائب وزير الدفاع الوطني الفريق قايد صالح، وزير الداخلية، الطيب بلعيز، وزير الدولة مستشار في رئاسة الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، وزير العدل الطيب لوح، وزير المالية كريم جودي. بعدها توجه الرئيس بوتفليقة، الذي كان في كرسي متحرك، إلى قاعة قصر الأمم ودخلها تحت تصفيقات وزغاريد الحاضرين، وفي غياب طبعا الرئيس أحمد بن بلة والشاذلي بن جديد رحمهما الله اللذان حضرا مراسيم حفل العهدة الثالثة سنة ,2009 حفل غاب عليه كذلك الرئيس اليامين زروال، وقد بدأت المراسيم عبر تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها القارئ، عبد القادر بوشريط، وتم اختيار سورة الفاتحة، بعدها تناول الكلمة الرئيس الأول للمحكمة العليا، سليمان بودي، الذي ذكر بما ينص عليه الدستور، وباشر في ترديد نص اليمين الدستورية والرئيس بوتفليقة يُكرر معه واضعا يده اليمنى على المصحف الشريف، وبعد الانتهاء، قال بودي »أشهد بصفتي الرئيس الأول للمحكمة العليا أن رئيس الجمهورية قد أدى اليمين الدستورية« طبقا للمادة 75 من الدستور، حينها كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر و5 دقائق. ولدى انتهائه من أداء اليمين الدستورية، التي غاب عنها بعض منافسيه في الرئاسيات، وجه الرئيس بوتفليقة خطابا للأمة واكتفى بقراءة الجزء الأول منه وهو الجزء الذي تضمن شكره للشعب الجزائري الذي منحه الأغلبية ونوه ب»السكينة التي جعلت موعد السابع عشر أفريل عرسا للديمقراطية في خدمة استقرار بلادنا وإعمارها«، وعبر في ذات الجزء من الخطاب عن تقديره للمترشحين الآخرين وأشاد بأعوان الدولة في صفوف الجيش ومصالح الأمن والوظيف العمومي »الذين سهروا على تنظيم هذا الاقتراع وتأمينه وضمان حسن سيره«، كما أسدى شكره »للمنظمات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية على قبولها تلبية دعوة الجزائر بإرسال ملاحظيها ليشهدوا على الظروف التي جرى هذا الموعد الانتخابي في كنفها«، ولدى انتهائه من الكلمة، كانت الساعة تُشير إلى الحادية عشر و10 دقائق، ما يعني أن المراسيم دامت 35 دقيقة. وقد لجأ منظمو الحفل إلى تمكين جميع الحاضرين من الخطاب المكتوب، بحيث وجد هؤلاء مباشرة بعد دخولهم القاعة نسخة من الخطاب أمامهم، خطاب تضمن في مجمله تطرق الرئيس إلى عدة محاور أهمها التزامه بمراجعة توافقية للدستور عبر إعادة فتح عما قريب ورشة الإصلاحات السياسية، والعمل على تعزيز الوفاق الوطني وإبقاء »يد الجزائر ممدودة لأبنائها الضالين« مجددا لهم الدعوة للعودة إلى الديار، كما التزم بفتح ورشات أخرى »لتحسين جودة الحكامة ودحر البيروقراطية..وترقية لامركزية ترتكز على الديمقراطية التشاركية«..ومحاربة الفوارق الجهوية ورشيد النفقات العمومية وإتاحة الوسائل التي تتيح للشباب الاندماج في عالم الشغل، وطالب بوتفليقة من الجزائريين والجزائريات أيا كانت انتماءاتهم الحزبية أو السياسية مساعدته على خدمة الوطن وذهب يقول »سأكون بحكم الواجب وبكل جوارحي رئيس جميع الجزائريين«. الوفاق الوطني الأفضل لحماية الجزائر من أية عملية مناوئة قد تهددها من الخارج
أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الوفاق الوطني هو الأفضل لحماية وصيانة الجزائر من أية عملية مناوئة قد تهددها من الخارج ، وقال الرئيس بوتفليقة في خطاب وزع على الصحافيين بمناسبة تأدية اليمين الدستورية »أنه لا يمكن لا للديمقراطية ولا للتنمية ولا لأي مطمح وطني آخر أن يحقق له التقدم دون استقرار داخلي بل ودون وفاق وطني وطيد يكون أفضل حماية للبلاد من أية عملية مناوئة قد تهدده من الخارج«. وأضاف رئيس الدولة في هذا المجال قائلا »والحال أنني من منطلق ما يحدوني من إرادة حازمة في تعزيز وفاق وطني وجعل الديمقراطية تقطع أشواط نوعية جديدة«، معلنا بأنه »سيفتح عما قريب ورشة الإصلاحات السياسية ستفضي إلى مراجعة الدستور مراجعة توافقية«. ترحم على أرواح الشهداء بحضور كبار مسؤولي الدولة وأعضاء من الحكومة الرئيس بوتفليقة يقبل الراية الوطنية بخشوع بمقبرة العالية
ترحم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية حيث وضع إكليلا من الزهور وقرأ فاتحة الكتاب. وحضر الوقفة الترحمية كبار مسؤولي الدولة وأعضاء من الحكومة. وقد قبل رئيس الجمهورية الراية الوطنية بخشوع لدى وصوله إلى المقبرة وأيضا عند مغادرته المكان. وكان الرئيس بوتفليقة الذي انتخب يوم السابع عشر أبريل رئيسا للجمهورية لعهدة رئاسية رابعة، قد أدى في وقت سابق اليمين الدستورية بقصر الأمم بنادي الصنوبر.