شهدت ولاية أم البواقي السبت الماضي جريمة قتل بطلاها شابين في مقتبل العمر، دفع بهما التهور، والتجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية في لحظة ما من حياتهما، إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة الشنيعة. أما الضحية فهو طبيب أطفال أخذته غفوة بسيارته، قبل أن يتعرض للقتل. اهتزت مدينة عين كرشة بولاية أم البواقي السبت الماضي على وقع جريمة قتل بشعة في الطريق العام راح ضحيتها المدعو »ز. م« 63 سنة مختص في طب الأطفال، حيث تلقت مصالح الشرطة بأمن دائرة عين كرشة مكالمة هاتفية من قبل وحدة الحماية المدنية لذات المدينة مفادها وجود شخص جريح على مستوى شارع أول نوفمبر. وفور تلقي البلاغ تم التنقل إلى عين المكان أين وجدت شخصا في العقد السادس من العمر داخل سيارة من نوع »فيات« مصاب بعدة جروح على مستوى أنحاء متفرقة من جسمه، أين تم نقله على جناح السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية بعين كرشة ثم حول إلى مستشفى عثمان عميرات بعين مليلة فالمستشفى الجامعي بقسنطينة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك متأثرا بجروحه الخطيرة. وبعد مباشرة التحقيقات من قبل عناصر الشرطة ومعاينة مكان الحادث وتفتيش السيارة تم العثور على عدة وثائق »جواز السفر، رخصة السياقة وبطاقة مهنية« التي بينت هوية الضحية والذي ينحدر من مدينة دلس بولاية بومرداس، بالإضافة إلى مبالغ مالية متفاوتة من العملتين الوطنية والأجنبية. مصالح الشرطة بأم البواقي بالتنسيق مع نظيرتها ببومرداس تمكنت من الوصول إلى أهل الضحية ومن ثم التعرف على رقم هاتف هذا الأخير وكذا النوع والرقم التسلسلي لجهاز هاتفه النقال، والذي أنجزت في شأنه تكليفا شخصيا لدى وكالة متعامل الهاتف النقال، حيث كانت النتائج إيجابية وهو اكتشاف أن جهاز الضحية استغل بنفس اليوم وفي حدود الساعة 1512 من قبل المسماة »ق.ح« بالإضافة إلى التمكن من تحديد هوية الأشخاص الذي تم الاتصال بهم من قبل مستعمل الهاتف النقال ويتعلق الأمر بالمسماة »م. خ« والمدعو »ب. ح«. هذا الأخير وبعد توقيفه من قبل عناصر الشرطة صرح انه قام بشراء الهاتف النقال من عند المدعو »خ. س« 22 سنة وبحضور شاهدين عن عملية الشراء . استمرارا للتحقيقات تم توقيف المدعو »خ. س« 22 سنة الذي أنكر في بادئ الأمر كل التهم الموجه إليه رغم إصرار السالفي الذكر بقيامه ببيع الجهاز لهم، غير أن حنكة عناصر الضبطية القضائية التي واجهته بكل الدلائل والقرائن اعترف بالجرم المنسوب إليه ساردا كل أطوار الجريمة، حيث جاء في تصريحاته انه بتاريخ الوقائع، ولما كان عائدا إلى منزله صادف صديقه المدعو »ز. ن. د« 26 سنة والدي كان على متن دراجة نارية، أين عرض عليه أن يقله إلى منزله وفي طريقهم شاهدوا سيارة من نوع »فيات« مركونة بداخلها شخص نائم بالمقعد المحاذي لمقعد السائق. عندها عادوا أدراجهم بعد ركن الدراجة النارية في إحدى الأماكن المظلمة واقتربوا من السيارة محاولين فتحها دون انتباه صاحبها غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك، عندها قام »خ. س« وبطلب من »ز. ن. د« بكسر زجاج السيارة، باستعمال حجر كبيرة التي تستعمل لرص الرصيف مصيبا في ذلك الضحية على مستوى الرأس كما قام صديقه أيضا بتوجيه عدة ضربات بالسلاح الأبيض إلى أنحاء متفرقة من جسم الضحية خاصة جهة الأرجل حتى أغمي عليه. وبعدها قاموا بسلب حقيبتين يدويتين وجهاز هاتف نقال والفرار باستعمال الدراجة النارية، وعند الوصول إلى إحدى الأماكن تم فتح الحقيبتين أين وجد بالحقيبة الأولى ملابس مختلفة وبالثانية جهازي إعلام آلي محمول بالإضافة إلى هاتف نقال، أين قاموا باقتسام المسروقات. المدعو »ح. س« وفي الصبيحة وعند خروجه من المنزل سمع أخبار الحادثة والتي تشير إلى وفاه الضحية عندها اتصل بشريكه في العملية هذا قام بتهديده إن قام بإخطار الجهات الأمنية بذلك . وبتاريخ 15,05,2014 تم تقديم الأطراف أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عين مليلة الذي أحالهم وملف القضية أمام قاضي التحقيق لنفس المحكمة الذي أصدر أمر بإيداع المدعو »خ. س« الحبس المؤقت بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، السرقة الموصوفة المقترنة بظرف الليل التعدد واستحضار مركبة، فيما بقى شريكه في حالة فرار.