" لدي غرفة متواضعة ولا ينقصني سوى مبلغ 3 ملايين سنتيم، لأستكمل مستحقات مهر زوجتي الذي حدده لي أهلها بخمسة ملايين" بهذه العبارة التي تنم عن عدم طمع السيد بيشة عمر ، عبر لنا محدثنا عن حاجته فقط لهذا المبلغ لتغطية مهر زوجته ، وبذلك إكمال نصف دينه، هو الذي قصد مقر الجريدة قاطعا مسافة طويلة بدأها من ولاية تيسمسيلت. زارنا برفقة جاره الذي أبى إلا أن يرشده إلى مقر الجريدة لتمكينه من نشر ندائه لذوي البر والإحسان، لكونه مصابا بإعاقة بصرية، لحقت به جراء معاناته من ضغط الدم، حيث أصيب بالعمى على مستوى إحدى عينيه أولا، ثم وبسبب العدوى فقد بيشة عمر بصره كليا بعد أن انتقل المرض لعينه الثانية وذلك منذ سنة 2005. لدي منحة كفيف ، وكما تعلمون لا تكفي لسد أدنى الضروريات، الأمر الذي اضطرني إلى العمل حرا هنا وهناك " ولكن الله غالب ما لحقتش" وكل ما استطعت القيام به توفير غرفة نوم، والحمد لله لدي غرفة في بيت العائلة، الذي أقتسمه مع إخوتي وأخواتي الثلاث ، بدورهن مكفوفات بسبب ارتفاع ضغط الدم على مستوى أعينهن. السيد بيشة الذي كان مختلفا عن العديد ممن يقصدون عادة الصحافة لنشر نداء مساعدة ، نجدهم يتحدثون عن حاجتهم لكل شيء، شعارهم في ذلك " نشد في حاجات وندي حاجة " حيث كان محدثنا قنوعا بما قسم الله له وحدد لنا حاجته فقط إلى مبلغ 3 ملايين لاستكمال مستحقات المهر الذي حدده له أهل خطيبته وهي غير مكفوفة رضت العيش معه تحت سقف واحد ، بخمسة ملايين، " تمكنت من توفير مبلغ 2 مليون وينقصني مبلغ 3 ملايين " وبذلك أستكمل نصف ديني وأبني أسرة. حديثنا مع السيد بيشة عمر قادنا إلى اكتشاف أن الأطباء حددوا له مبلغ 17 مليون سنتيم ليستعيد بصره ، غير أنه لم يحدثنا عنه رغم حاجته الماسة له، نظرا للقناعة وعدم الطمع الذي يسكنه، ولولا غوصنا في سبب إعاقته لما حدثنا عن هذه المعضلة، وكان لسانه يردد بين فترة وأخرى " الحمد لله على كل شيء" . السيد بيشة أخبرنا أنه خطب فتاة بوساطة اهل الخير الذين دلوه عليها لكونها تنحدر من أسرة محافظة وميسورة الحال، قبلت الارتباط به رغم أنها ليست مكفوفة، فحدد له أهلها مبلغ 5 ملايين كمهر لها، ولم أتمكن من توفيره كليا رغم مرور عام ونصف على خطبتها، وعليه يناشد بيشة عمر ذوي البر والإحسان وكذا الجمعيات الخيرية مساعدته على توفير 3 ملايين وبذلك زواجه ونعمته بحياة سعيدة زينتها البنون والبنات.