تنظم جامعة الدكتور يحي فارس بالمدية خلال الفترة الممتدة مابين 14 و15 و 16 أكتوبر القادم ، فعاليات الملتقى الوطني الأول حول مصطفى الأشرف وتدور إشكالية الملتقى في تشريح مجموعة من الأسئلة حول أبعاد ومكونات هذه الشخصية المتفرّدة منها إلى أي مدى استطاعت هذه الشخصية أن تطرح مشكلات الجزائر المعاصرة لتقترح لها حلولا ؟ وما أثر البيئة الداخلية والخارجية على تكوين مصطفى لشرف فكريا وسياسيا ؟ وما أهمية كتاباته من منظور المناهج العلمية المعاصرة ؟ وما هي أهم الكتابات التي تناولت تاريخ حياته وحللت اتساع أفقه الفكري وما أهم القضايا الفكرية والاجتماعية واللغوية التي شغلت زمن مصطفى لشرف ولازالت تشغل الأنتليجينسيا الجزائرية إلى اليوم ؟. وتتمثل محاور الملتقى الذي يشرف عليه والي ولاية المدية ويترأسه الدكتور أحمد زغدار رئيس جامعة المدية ومنسق الملتقى الأستاذ الباحث الطيب ولد لعروسي في تناول المحور الأول « مصطفى الأشرف السياسي والدبلوماسي والمجاهد : مسيرة حياة« ، المحور الثاني « مصطفى الأشرف ومسألة الهوية من خلال مفاهيم : الأمة . اللغة . الدين . الوطن«،المحور الثالث «مصطفى لشرف المفكر والأديب والمؤرخ «، المحور الرابع «قراءة في أعماله«. مصطفى الأشرف ابن مدينة سيدي عيسى بالمسيلة، درس بالجزائر ثم باريس، وكتب في جرائد مختلفة مقالات في الفكر والأدب والنقد والسياسة والمجتمع، ومن خلال الكتابة الصحفية انطلق إلى الكتابة الأرحب في مجالات الفكر والأدب وعلم الاجتماع حيث كتب ونشر كتبا كثيرة في تخصصات ومواضيع مختلفة، تمحورت أكثرها حول الهوية الجزائرية ومقوماتها الأساسية من إسلام وعروبة وأمازيغية، ويعتبر المثقف العضوي مصطفى الأشرف مفكر متعدد المواهب ، جمع بين تخصصات عدة ، بالإضافة إلى كونه رجل دولة وسياسة ، هو رجل فكر وأدب وتاريخ ، أثارت مواقفه وأفكاره نقاشا ما يزال نابضا إلى اليوم ، إعتقل مصطفى الأشرف ، الذي كان عضوا فاعلا في حزب الشعب الجزائري، من قبل السلطات الإستعمارية، رفقة أربعة من قادة الثورة يوم 22 أكتوبر 1956 إثر عملية القرصنة الجوية على الطائرة التي كانت تقلّهم من تونس إلى الرباط، وسجن إلى غاية سنة 1961 ساهم في تحرير ميثاق طرابلس ودعا إلى التأسيس ل «ثقافة وطنية ثورية وعلمية«، وحاول تحقيق هذه المبادئ لما عيّنه الرئيس هواري بومدين سنة 1977 في منصب وزير التربية الوطنية لكنه سرعان ما عاد إلى النشاط الدبلوماسي، إلى غاية تقاعده سنة 1984 ، من أشهر آثاره « الجزائر أمة ومجتمع « و«الثقافة الجزائرية المعاصرة: مقاربة حول التعريفات والآفاق« ومؤلفات أخرى عديدة ، تميزت كلها بعمق التحليل وجدة الطرح وثراء المعلومات . وقد توفي المؤرخ الاجتماعي والمفكر والمناضل الثوري والسياسي مصطفى الأشرف يوم 13 جانفي ,2007 وهو أحد مؤسسي الفكر الجزائري في بعده النضالي والإنساني التحرري،و أيضا ناقد ورجل أدب وسياسية ودبلوماسية تقلد منصب مدير جريدة المجاهد، ورئيس تحرير جريدة نجم الجزائر التي كانت تصدر بباريس، وعمل سفيرا للجزائر بالأرجنتين ثم مستشارا برئاسة الجمهورية، كما تولى وزارة التربية الوطنية في السبعينات وأرخ الأشرف لسيرته الذاتية، حيث انكب على التأريخ لحياته الزاخرة بالأحداث والذكريات والتجارب الإنسانية والسياسية، وذلك في كتاب «أعلام ومعالم، مآثر عن جزائر منسية« الصادر سنة 1998 عن دار القصبة للنشر .