قالت مصادر على صلة بالملف الأمني أن اتصالات على أعلى مستوى تجري حاليا بين الجزائر ومصر والعربية السعودية لاتفاق على آلية ثلاثية عابرة للحدود بهدف التصدي للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأوضحت ذات المصادر أن الأخطار الكبيرة التي أصبحت تمثلها الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية ومحيطها لم تعد تسمح بالعمل الفردي وتحرك كل دولة على حدى، فالتحديات التي تفرضها المجموعات »الجهادية« تقتضي البحث عن آليات فعالة لضمان تنسيق حقيقي خاصة في الجوانب المتعلقة بالمعلومات الاستخبارتية وتبادلها، ونقلت وسائل إعلام عربية عن جهات أمنية وصفتها بالمطلعة قولها »إن منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، خاصة تشاد ومالى فضلا عن ليبيا باتت تمثل مصدر قلق إقليميا واضحا بعد أن تحولت إلى ملاذات للجماعات الإسلامية المسلحة التي تنطلق منها إلى دول أخرى مجاورة«، وكشفت من جهة أخرى أن التنسيق بين كل من الجزائر ومصر والسعودية في مجال التصدي لتمويل الإرهاب حقق نتائج جد مرضية بحيث أدى إلى عرقلة تحركات لأموال وأسلحة لهذه الجماعات سواء في المغرب العربي أو المشرق العربي. وتقول ذات المصادر أن الخطر الذي أصبح يمثله التنظيم المسمى »الدولة الإسلامية في العراق والشام« المعروف اختصارا باسم »داعش« الذي أصبح يسيطر على أجزاء مهمة من العراق وأضحى على مرمى حجر من حدود بعض الدول الخليجية على غرار السعودية، أصبح يشكل خطرا كبيرا على دول المنطقة، علما أن لهذا التنظيم »أنصار يقدمون دعما ماليا وغيره« للمجموعات المتطرفة، وأكد مصدر حكومي مصري في ذات السياق »إن جزءا من هذه الآلية الثلاثية يشمل لقاءات وتبادل معلومات وجزءا آخر يشمل تنسيقا مع دول أخرى وخاصة في المغرب العربي ومنطقة الساحل والصحراء..«، وكشف في هذا الجانب أن الاجتماعات التي عقدت مؤخرا شملت مسؤولين جزائريين ومصريين ومن التشاد وكان هدفها الرئيسي هو بحث الطرق المناسبة لمواجهة الجماعات المسلحة، مضيفا أن القاهرة مرشحة للعب دور محورى ومتزايد في عملية تنسيق الجهود وكذلك في الملاحقة والتعقب وجمع المعلومات وصياغة أفكار للتحرك والمواجهة. وأضحى تنظيم »داعش« يشكل هاجسا لمختلف دول العالم وخاصة الدول العربية التي تعاني من مشكل الإرهاب، وتشير الكثير التقارير الاستخبارتية والتحاليل لمختصين في الشأن الأمني أن تنظيم البغدادي قد يغرق العالم العربي والإسلامي خلال السنوات القليلة المقبلة في دوامة من العنف منقطعة النظير في حال لم يتم التصدي له بأكثر حزم، ويعتقد كل هؤلاء أن هذا التنظيم قد يكون اخطر حتى من »القاعدة«، خاصة انه يعتمد على أسلوب قتالي أكثر عنفا ويستعمل أذرع إرهابية كثيرة لتضخيم صفوفه ووضع مختلف المجموعات »الجهادية« في العالم العربي والإسلامي تحت إمرته، يشار إلى أن »منظمة العدل والتنمية في بحث حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا« كانت قد أشارت في أخر دراسة لها أن الدولة الإسلامية بالعراق والشام تسعى إلى تأسيس مجلس أعلى للجهاد العالمي يضم كافة التنظيمات والفصائل الإسلامية بمختلف دول العالم بآسيا وإفريقيا وأوروبا والكتائب المسلحة داخل سوريا ولبنان والعراق واليمن، ويتكلف هذا المجلس بمواجهة إيران وحزب الله من جانب ومواجهة وإسقاط كافة الأنظمة العربية بالشرق الأوسط تمهيدا لبناء دولة الخلافة الكبرى بكل دول المنطقة، ويجري قياديون من هذا التنظيم اتصالات مكثفة مع قيادات في تنظيمات إرهابية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء لتأسيس فرع »الدولة الإسلامية في بلاد المغرب« »دامس«، يكون تابعا ل »داعش« على التراب الليبي تمهيدا لنشره في باقي المنطقة.