كشف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، عن وجود عناصر انتحارية من دول شمال إفريقيا، مستعدين لتنفيذ هجماتهم في مناطق عديدة، ولمّح إلى أنهم سيسهّلون عملية توغل التنظيم إلى منطقة شمال إفريقيا للسيطرة عليها تحت اسم تنظيم الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي، "دامس". اعترف تنظيم "داعش" الإرهابي بتجنيد عدد كبير من العناصر الانتحارية من دول عربية وإسلامية، وأعلن عن وجود ما لا يقل عن 24 عنصرا من الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب وموريتانيا، مستعدين لتنفيذ هجماتهم في مناطق مختلفة، من بين 30 انتحاريا أجنبيا جميعهم نفذوا عمليات تفجير انتحارية في العراق والشام. وأشار "داعش" إلى أن تجنيد عناصر من شمال إفريقيا سيسهل عملية التمركز في المنطقة، وهو المخطط الذي يرمي إليه منذ أشهر، حيث قام بعقد اجتماعات عديدة مع زعماء لكتائب جهادية في شمال إفريقيا والساحل وعلى رأسها تنظيم أنصار الشريعة التونسي، متخذا ليبيا مركزا له، وذلك للتفاوض حول إمكانية تجنيدهم تحت لوائه، خصوصا أنه يعتبر المنطقة المكان المناسب لميلاد مملكته الجديدة التي ستحمل اسم "دامس"، والتي ستعكف على نشر أفكارها المتطرفة ونشر الخراب والدمار والقتال إلى جانب التنظيم الأكثر انتشارا (القاعدة) في المغرب الإسلامي. كما تمكن التنظيم من تجنيد عناصر من أصل دنماركي وأوزبكستانى في العراق، وعرضت قيادة الشرطة شماليبغداد صورا على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" لتفجيرات انتحارية في الفترة من 11 سبتمبر 2013 إلى 6 مارس 2014، ضد قوات الشرطة والأمن العراقية ومراكز قوات الجيش، نفذها انتحاريون من إفريقيا وآسيا. وتشير المعلومات الاستخباراتية العربية والأجنبية، إلى أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في بعض الدول العربية خصوصا في إفريقيا مثل مصر وليبيا وتونس، وكذا البلدان الإفريقية ومنطقة الساحل مثل مالي والنيجر، تمثل بؤرة خصبة لتنامي خطر الإرهاب الذي بات يهدد ملايين السكان، مما أدى بعديد الدول إلى تعزيز تعاونها في المجال الأمني لحماية استقرارها واستقرار المنطقة، وقطع الطريق أمام تسلل الإرهابيين، وإحباط مخططاتهم الرامية إلى إشعال فتيل الحروب الأهلية.